نتيجة الإنتخابات …القطيعة التامة بين من يسمون انفسهم بالمعارضة وبين الشعب التونسي…فتحي الجموسي
نتيجة الانتخابات رغم كل المشككين تبقى دليل قاطع على الهوة والفجوة الكبيرة بل والقطيعة التامة بين من يسمون انفسهم بالمعارضة وبين الشعب التونسي.
قيس سعيد ليس بمنأى عن الاخطاء ومن حق اي كان ان ينتقده ويعارضه و ينتخب غيره لكن عليه قبل كل شيء ان يعارضه من داخل منظومة 25 جويلية لا من خارجها.
فمنظومة العشرية السوداء لا تصلح ان تكون وعاء او حاضنة ناجحة وفعالة لهذه المعارضة لانها تعتبر 25 جويلية انقلابا على الشرعية، وهو ما يحيلنا حتما الى معادلة مرفوضة شعبيا مفادها كونه في صورة انتصار هذه المعارضة فانه يتعين ارجاع الشرعية الى مكانها عبر العودة الى دستور الخراب العربي واعادة راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان واعادة نبيل القروي و إئتلاف الكرامة وكل الأوباش ممن خرج الشعب محتفلا برحيلهم ليلة 25 جويلية.
بهكذا حماقة لم تستطع المعارضة حتى تقديم مرشح كفؤ وله برنامج مقنع فلا الزمال ولا المغزاوي رجل دولة وقادر على تقديم برنامج سياسي غير وعود بالافراج عن رموز المعارضة من السجن والعودة الى ايام تلك العشرية السوداء ولهذا تركزت حملاتهم الانتخابية على انتقاد خصمهم دون التعريف بانفسهم وببرامجهم.
ولهذا السبب ايضا خرج اليوم عديد المعارضين لسياسة قيس سعيد للتصويت له من منطلق مكره أخاك لا بطل رافضين بشدة عودة منظومة الخراب وايامها السوداء.
كان بالامكان لمعارضة وطنية حقيقية ان تنافس قيس سعيد منافسة جدية بتمسكها باستحقاق 25 جويلية كمكسب وطني لا مجال للتفريط فيه وبتقديم برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية تهم عامة الناس في قوتهم ومعيشتهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم ووطنهم لا ان تحتكر الصراع في مصالح ضيقة لطبقة سياسية فاسدة.
وقد تكون تلك هي المرحلة القادمة من التنافس والصراع السياسي بعد موت منظومة العشرية السوداء هذه الليلة…
وللحديث بقية…..