نجاح فني وجماهيري للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء

نجاح فني وجماهيري للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء

14 ماي، 14:00

نجاح فني وجماهيري كبيرفي اختتامالدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء وتحية من أهالي الجرسين إلى غزة وفلسطين

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في الجرسين بحضور جماهيري غفير احتشدت بهم ساحة العروض الكبرى بصحراء الجرسين ورمالها بما يقارب الثمانية آلاف متفرج قدموا من كافة ربوع القرية وما جاورها هذا وقد شهدت هذه القرية الحالمة انتعاشة فنية وجماهيرية واقتصادية واجتماعية وصيت اعلامي عالمي على امتداد خمسية أيام المهرجان من 21 إلى 5 ماي 2024

باحتضانها لـ24 دولة واستضافة أكثر من 80 ضيف وشخصيةمسرحيون وممثلين ومخرجون ومؤطرون وأساتذة جامعيون وباحثون واعلاميون وهواة متابعونمن القارات الخمس عربية وأوروبية واسيوية وامريكية

وقد تجندت الجرسين بجميع مكونا مجتمعها المدني من منظمات وجمعيات ومندوبيات وهياكل وطنية محلية وجهوية من أجل تكاتف الجهود لإنجاحالبرنامج الثري لهذه الدورةمن عروض مسرحية وملحمة وندوات وورشات يوميا

عروض وطنية وعالمية وأشكال فرجوية جديدة

عاش اهالي الجرسين على إيقاع أكثر من 35 عرضا مسرحيا للأطفال وللكهول قدمت بفضاءات مختلفة تلبية لرغبات وحاجيات المنطقة ولإحداث التوازن بين مختلف الفضاءات
وايمانا منه بخلق شكل فرجوي جديد في قلب الصحراء  نجح مدير المهرجان ومؤسسه حافظ خليفة بان يجعل من هذه الدورة فرصة لتعزيز مفهوم أدب الصّحراء كفضاء للإبداع وكمسرح صالح لكلّ التّعابير المسرحيّة المعاصرة مؤكدا مرة أخرى أن هذا المهرجان هو بالفعل قافلة ثقافية متنقلة بأتم معنى الكلمة إذ غاص في عمق الصحراء حاملا معه شكل فرجوي جديدمتمكنا من فك العزلة الثقافية عن الجرسين الحبيبة أم القرى كما يحلو للعديد تسميتها معتمدا على “عروق الرمل ” والمساحات الصحراوية الممتدة كسينوغرافيا طبيعية لخلق جمالية مشهدية الفيافي ابهرت الحاضرين وحتى الأهالي اكتشفوا انفسهم وثراء منطقتهم .

شموع وزغاريد في حفل الافتتاح ورقص ودموع في حفل الاختتام

الصحراء تحفي بفلسطين هكذا كان شعار الدورة الرابعة بالجرسين حيثانطلق الافتتاح بساحة الشكرية على إيقاع النشيد الوطني الرسمي وتلاه استعراض كرنفال الصحراء وخيالة وحضرة وكوريغرافيا وفقرات لأطفال الروضات و جميع مكونات المجتمع المدني والمؤسسات والجمعية الراعية والحاضنة والمشاركة والمساهمة في التنظيم

وفي السهرة الرسمية بساحة الصحراء الكبرىتم استقبال  الضيوف المشاركين وهم حاملين أعلام بلدانهم وموسيقاهم الشعبية واحتفى بهم مدير المهرجان

وقبل الانطلاق في العروض أبى الا ان يكرم رجل الثقافة وابن المنطقة القيدوم صالح السويعي لما قدمه طيلة مسيرته الفنية كذلك تم تكريم ضيفة المهرجان الممثلة والمخرجة الأردنية من أصل فلسطيني دلال فياض

تلاها عرض الاحتفال بفلسطين الحبيبة من خلال عرض كوريغرافي من تنفيذ  شركة الرقص الإيطالية OPLAS / REGIONAL DANCE

اثره تم تقديم العرض الرسمي وهوعرض فرجوي ملمحي بعنوان صحاري الحب عن نص للشاعر الكبير البشير بن عبد العظيم وإخراج حافظ خليفة بطولة نخبة من الممثلين صلاح مصدق وسهام مصدق وصالح الجدي وعبد اللطيف بوعلاق ومحمد توفيق الخلفاوي ولطفي ناجح وآدم الجبالي وكمال زهيو وحنان شمام موسيقى رضا بنمنصور .

أما حفل الاختتام فكان من نصيب موريتانيا من خلال العرض الملحمي أولاد العالية وسبقه تكريم لجمعية جرسين والثقافية حيث ودع الجمهور المهرجان بالأضواء الكاشفة والرقص والتصفيق وودع ضيوف المهرجان الأهالي بالدموع والتأثر

زيارة دار صالح للفنون وسهرة سامور الحكاية

كان للمهرجان زيارات سياحية وثقافية من أهمها زيارة دار صالح الصويعي للفنون وهو متحف للفنون التشكيلية على طريقة الفنان المبدع صالح الصويعي حيث اكتشف الحاضرون من جميع الجنسيات من فنانين واعلاميين تاريخ هذا الرجل العريق وفكره الإنساني ودوره في تثمين تراث وامهات أهل الجنوب ولوحات الفنون التشكيلية المرسومة في شكل حروفيات على الجلد وهي خاصية انفرد بها صاحب الفضاء إضافة إلى مجموعة طريفة من رسومات كاريكاتورية لأصحاب الأنوف المتغيرة والمتنوعة .

ومن السهرات اللتي ستبقى عالقة في البال حتما هي سهرة سامور الحكاية وهي ليلة المسرح والحكاية الشعبية  حيث غصت رمال الصحراء بالجماهير التي حضرت في وقت مبكر جدا للفوز بمقعد عال يكون قريبا من ساحة العرض وكانت الانطلاقة بالحكواتي والباحث في التراث الشفوي هشام الدرويش الذي قدم حكاية حول الأمانة وضرورة الاعتماد على الذات تلاه الحكواتي البغدادي عون ثم الحكواتي الفنان صالح السويعي الذي تغنى بالأم في أجمل حكاية شعبية متوارثة قدمها بطريقته الرائعة تلاه الفنان الفلسطيني ضيف المهرجان غنام غنام الذي قدم حكاية فلسطينية معبرة ثم الحكواتية اللبنانية ضيف المهرجان سارة قصير التي اتحفت الجمهور بحكاية مؤثرة وجميلة ثم مسك الختام كانت بإمضاء الحكواتي الغناي العروسي الزبيدي  الذي قدم حكاية في قالب غنائي جميل تفاعل معه الجمهور الغفير بالغناء والرقص.

ورشات متنوعة وندوة علمية حققت نتائجها

دائما ما تعتبر الورشات العلمية والتكوينية أحد أبرز ركائز واهداف هذا المهرجان عبر دوراته السابقة ولم تستثني هذه تواجد الورشات بل حققت منذ اليوم الأول نجاحا متميزا على مستوى الحضور والمخرجات الفنية والتكوين البيداغوجي والأكاديمي  باعتبارها يشرف عليها من أهم رجالات المسرح وطنيّا وعربيّا وعالميّا يشرف عليها أساتذة ومؤطرون من تونس ومن السويد ومن بولونيا ومن رومانيا ومن إيطاليا وطبعا من فلسطين.

وتوزعت محاورها حول مسرح الفوروم والرقص المسرحي وفن  صناعةالأقنعة ومسرح الارتجال ومسرح الادماج وفن الفروسية وبرنامج للمسعف الصغير.

كما تم تنظيم يوم بيداغوجي مهم للأساتذة والمعلمين ومتفقدي التربية حول فن الحكاية والبداغوجيا المسرحية والحكاية الشعبية والتحولات المسرحية من تونس هذا بالإضافة إلى تقديم كتاب الحكاية التاريخية للدكتور زهير بن تارديت

أما الندوة العلمية التي ادارها باقتدار المخرج أنور الشعافي التي ضمت الفنانين الحكواتيين الذين قدموا سهراتهم في رمال الصحراء يضاف إليهم الحكواتي بلقاسم بالحاج علي

الصحراء تحتفي بفلسطين
ودعما للقضية كان شعار هذه الدورة الصحراء تحتفي بفلسطين تكون ضيفة شرف من خلال عديد الفعاليات أهمها حفل الافتتاح بلوحات راقصة وأهازيج صادحة من جناجر الأطفال والشباب حاملين علم فلسطين الحبيبة  وقد تم دعوة الفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام ليكون ضيفا مبجلا حيث قدم ثلاث عروض لمسرحيته  الحدث (بأم عيني – نكبة 1948) ةقدسلطت مسرحية  الضوء على يوميات الفلسطينيين وتمسكهم بكل معاني الوطنية والحق والهوية وللإفادة تعد مسرحية ” بام عيني ” هي الحلقة الثالثة بعد عرضين قدمهما الفنان غنام غنام وهما (عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى) والعروض الثلاثة لها منهجية في أنها تقدم في فضاء قاعة مفتوحة وليس خشبة مسرح.كذلك تم تقديم عرض كوريغرافي راقص من مجموعة امربيااوبلاصبايطاليا بمشاركة ممثلين وراقصين من إيطاليا والبرتغال .
سهرة من الفنون الشعبية القديمة والمتوارثة إلى يومنا هذا فن الحكي أو الحكاية ويرويها او يقدمها الحكواتي او ما يعبر عنه في موروثنا الشعبي بالفداوي وهو فن أصيل تربت عليه أذننا ويستعيد توهجه كل سنة في عديد المهرجانات الوطنية والعالمية
وقد ارتأت الهيئة المديرة للدورة الرابعة ان يكون فن الحكاية والحكواتية أبرز فقرات المهرجان إذا تمت دعوة نجوم الحكاية والحكواتية بتونس وبالعالم على غرار النجمة اللبنانية سارة قصيرة والفنان القدير صالح الصويعي ونجم الحكاية الشعبية في السنوات الأخيرة صاحب حكايات دوريش الفنان هشام درويش وصاحب الصوت الاوبيرالي العروسي الزبيدي والفنان المثقف البغدادي عون ونجم الحكاية الفلسطينية الفنان غنام غنام .
برامج شبابية وترفيهية موازية للمهرجان

جمعية المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء
أشرفت جمعية المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء على فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان بالجرسين وهي امتداد لشركة فن الضفتين وتوسيع لنشاطها الثقافي الوطني والدولي ترأسها السيدة مفيدة المرواني وهي الي أعطت شرعية التواجد وأسباب النجاح الوطني والدولي والتعريف به محليا وعالميا وقد تأسست الجمعية لتدعم هذا النجاح ولتتثبت جذورها ولتعبد طريق القافلة للدورات القادمة ليصبح بمثابة العرس السنوي مساهما في تعزيز المشاركة في الحياة الثقافية لكل الفئات العمرية والاجتماعية وخاصة في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية والمناطق الريفية وبالجهات الداخلية و خاصة الصحراوية والمناطق الحدودية كذلك لتكريس مبادئ الحق في الثقافة وإبراز الخصوصيات المحلية للجهات وتثمين التنوع الثقافي في البلاد واللامركزية الثقافية هذا بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة التربية البيئية والتنمية المستدامة والمساهمة في تأهيل المساحات الخضراء واستغلالها في الأنشطة الثقافية والمساهمة في الحدّ من التلوث مع العمل على إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم للمساهمة في التنمية المحلية و إذكاء الوعي في مجال النهوض بحقوق الفئات الهشة وادماجها في الحراك الثقافي وتمكين المرأة من فرص أكبر للمشاركة والمساهمة في الفعل الثقافي و الإسهام في التربية والتكوين على إرساء الوعي بثقافة حقوق الإنسان ونبذ العنف و تنمية الحس الثقافي وترسيخ الشعور الوطني لدى الأطفال واليافعين والشباب، وتطوير ملكاتهم الإبداعي مع تطوير المهارات الإبداعية من أجل الارتقاء الاجتماعي والاكتفاء الاقتصادي هذا بالإضافة إلى إبراز التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي ببلادنا و المحافظة على المعارف والمهارات والتعبيرات الثقافية التقليدية وحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي وحفظهم وكل ذلك من أجل محاولة فك العزلة الثقافية للمناطق الصحراوية المهمشة قدر المستطاع.

وحرصا على دعم المبادرات التي تعزز التعاون مع المؤسسات العمومية الثقافية (دور ثقافة، مكتبات مراكز فنون درامية …) انطلقت الجمعية برئاسة السيدة مفيدة المرواني ومدير المهرجان حافظ خليفة منذ ما يقارب العشرة أشهر إلى ربط علاقات على أعلى مستوى وامضاء اتفاقيات شراكة مع عديد المؤسسات في إطار عمل تشاركي يجعل منها مراكز أنشطة جاذبة على غرار من أجل تحقيق النجاح المنشود لهذه الدورة الاستثنائية حيث تم عقد اتفاقية شراكة مع جمعية الأمل الثقافي بجرسين وراديو نفزاوة أف أم و جمعية المسعف الصغير للقيام بورشات تربوية و إسعافيه منها الجسدي والنفسي والبيئي والغذائي مع حصص تدريبية تطبيقية في مجال المسرح الإسعافي واتفاقية شراكة مع المكتب الجهوي بقبلي لودادية اعوان و موظفي و إطارات وزارة التربية
وشراكات فاعلة، مع المندوبية الجهوية للتربية بقبلي و المندوبية للشؤون الثقافية بقبلي و المندوبية الجهوية للشباب و الرياضة و مركز الدفاع و الاندماج بقبلي
، والمكتب الجهوي بقبلي لودادية وزارة التربية و اتفاقية شراكة مع دار الثقافة ابن خلدون بسوق الاحد واتفاقية شراكة فنية تونسية إيطالية مع المركز الجهوي للرقص بأمبريا إيطاليا والمكتب الجهوي للتضامن الاجتماعي بقبلي ومنظمة الهلال الأحمروالمكتبة الجهوية بقبلي وشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بقبلي

مواضيع ذات صلة