نجيبة المعالج دربال تكتب عن ليلة القدر

نجيبة المعالج دربال تكتب عن ليلة القدر

12 افريل، 16:00

شهر رمضان الفضيل فيه ليلة خير من اْلف شهر هي ليلة القدر . خصّها تبارك وتعالى بالقدْر العظيم وسماها في كتابه ليلة القدر، ولقد اقترنت هذه الليلة بعلوِ القدر وعظِم المكانة حيث بدأ نزول الوحي على سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بالقرآن المجيد في هذه الليلة المباركة ولقد غيّرت تلك اللّيلة الغرّاء وجه التاريخ، وحملت الناس على أن يخرجوا من الظُلمات إلى النور. فهذه الليلة مختصة برمضان لقوله تعالى: (شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن) سورة البقرة الاية 185.

وقوله عزّ وجلّ: ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة و الروح فيها باذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر ) سورة القدر . ومن هذا المنطلق هي خير من ألف شهر لمن أطاع الله فيها وعمل العمل الصالح الذي يؤهلّه لرضوان الله سبحانه، فأبواب السماء مفتحة. ورُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «أبواب السماوات مفتوحة في ليلة القدر، ما من عبد يصلّي فيها إلا جعل الله تعالى له بكل تكبيرة غرس شجرة في الجنّة، لو سار الراكبُ في ظلها مائة عام لا يقطعها، وبكل ركعة بيتًا في الجنة وبكل آية من قراءته في الصلاة تاجا في الجنة، وبكل جلسة درجة من درجات الجنة وبكل تسليمة حُلّة من حلّل الجنة» . فهذا بيانٌ لمكانة هذه الليلة، وما للعبادة فيها من ثواب يفوق العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. عن عائشة رضيَ الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “تحرّوْا ليلة القدر في الوتْر من العشر الأواخر من رمضان” ، فتكون في ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 وقد غلب الظن على أنّها في ليلة السابع والعشرين. . وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ يقول: « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم . فاحرص أخي المُسلم على قيام العشر الأواخر لعلك تفوز بهذه الليلة المشرفة التي فيها التجارة رابحة والدعوة مستجابة.

وإخفاء تاريخ ليلة القدر سرّ من أسرار الشريعة الإسلامية الغراء، يقول الفخر الرازي في تفسيره: “وأخفاها تعالى كما أخفى سائر الأشياء، فإنّه أخفى رضاه في الطاعات حتى يُرّغب عباده في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا من الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان ويجتهدوا في الطاعة في جميع لياليه على رجاء أنه ربّما كانت هذه اللّيلة هي ليلة القدر”. فعلى المُسلم أن يحيي ذكرى هذه اللّيلة المباركة بالعبادة والخشوع والخضوع، وشكر الله على نعم الإسلام التي أنعم بها علينا، وهذه الليلة تحيي القلوب وتُذكي الإخلاص وتحث على التوبة والرّجوع إلى الله والتمسّك بدينه القويم والتأدب بأوامره والكف عن نواهيه والاستنارة بنور سيد المرسلين. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أيَ ليلة ليلة القدر فما أقول فيها: قال صلّى الله عليه وسلّم قولي : “اللّهم إنك عفوٌّ تحبُ العفو فاعفُ عني” رواه ابن ماجة في سننه. نسأل الله أن يجعلنا ممن يُقدّر هذه الليلة حق قدرها. واللّهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، وارزقنا خيري الدُنيا والآخرة، ووفقنا لطاعتك حتى نفوز بالنسمات الإلاهية لهذه الليلة الموعودة، وأطال أعمارنا بالصحة الطيّبة والعمل الصالح ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وارحمنا أنت أرحم الراحمين.

و كل عام و انتم بخير مع تحيات نجيبة المعالج دربال.

مواضيع ذات صلة