ندوة حول الأساليب المبتكرة التي تعتمد على العلاقة بين المياه والطّاقة والغذاء

ندوة حول الأساليب المبتكرة التي تعتمد على العلاقة بين المياه والطّاقة والغذاء

20 جوان، 16:30

أشرف يوم الخميس 19 جوان 2025 بالمعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات، السيد حمادي الحبيب كاتب الدّولة لدى وزير الفلاحة والصّيد البحري والموارد المائيّة والصّيد البحري، المكلّف بالمياه على فعاليات أشغال ندوة حول الأساليب المبتكرة التّي تعتمد على العلاقة بين المياه والطّاقة والغذاء والنّظم البيئيّة لإدارة الزّراعة في منطقة أقصى شمال إفريقيا Nexus-WEFE .
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد السيّد كاتب الدّولة أهميّة هذا المشروع المموّل من الاتّحاد الأوروبي، مبيّنا أنّ المشروع Nexus-WEFE يهدف الى مواجهة التّحدّيات المناخيّة، وتحسين وتعزيز كل من الزراعة والتنمية المستدامة وقدرة المجتمعات على مواجهة التّحدّيات المناخيّة والاقتصاديّة، فضلا عن الإدارة المستدامة للموارد الطّبيعيّة من خلال حلول قائمة على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
وذكّر بالمناسبة أنّ الفلاحة الحرجية هي ممارسة زراعية تتضمن دمج الأشجار في الأنظمة الايكولوجيّة، حيث تهدف هذه المقاربة إلى دمج فوائد الأشجار مع فوائد الزراعات الأخرى، مما يعزز تنوع الإنتاج، واستدامة الأنظمة، وتحسين البيئة، مبيّنا أنّ مثل هذه الزراعات لازالت حديثة على الرغم من أنّها تعد تقليديّة، في المقابل لازالت الأبحاث العلمية في هذا المجال محدودة نسبيًا.
كما أضاف أنّه في بلادنا تعتبر الزراعة الحرجية عمومًا ذات نمط متوسّطي، حيث تتميز بزراعة أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، أبرزها أشجار الزيتون، تتخلّلها الزراعات الكبرى والخضروات، وهو ما عملت عليه عدّة منشآت تابعة للوزارة على غرار ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشّمال الغربي والإدارة العامّة للغابات وديوان تربية الماشية والإدارة العامّة للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحيّة، في تنفيذ برامجها التنموية التي تتضمن عناصر الفلاحة الغابيّة.
وأضاف السيّد كاتب الدّولة أنّ الفلاحة الحرجية تمكّن الفلاّحين من توفير كمّيات كبيرة من المنتجات لتلبية احتياجاتهم اليومية المتنوعة، كما أنّ هذه الزّراعة تعتبر طريقًة واعدة للزّراعات التّي تتناغم أكثر مع البيئة، وأنّ غراسة الأشجار في صفوف متوازية في وسط المحاصيل، أو على حافة الزراعات يحسن من جودة التّربة، ويساعدها على الاحتفاظ بالمياه بشكل أفضل، ويحد من الانجراف.
وفي هذا الإطار أكّد، أنّ بلادنا عملت على اعتماد المقاربات العالميّة للتنمية المستدامة وعملت على وضع استراتيجيات مختلفة لتنمية الفلاحة شبه الغابيّة على غرار نظام الواحات في الجنوب التونسي الذي يعتمد على الإدارة الرشيدة للمياه، والحدائق العائليّة وفق النمط الأندلسي كما هو موجود في عدة مناطق بشمال تونس، خاصة في تستور، كما اعتبر أنّ
أنظمة الفلاحة الحرجية في تونس متنوعة جدًا، قائلا أنّ أبرزها في :

  • المناطق شبه الرطبة المتواجدة في غابات جندوبة وعين دراهم، حيث تتكوّن من ثلاثة مستويات وهي بلوط الفلين، والأشجار المثمرة، والزراعات الكبرى، كذلك في المناطق شبه الجافة العليا، حيث يعتمد على التين الشّوكي لإنتاج الفواكه وحماية التربة، وتحسين المراعي العشبية لتغذية الماشية،
  • المناخ شبه الجاف العالي، والذّي يتميز بالمزرعة الصغيرة التي تلبي عادة مختلف احتياجات الأسر من غلال وخضر.
  • رمادة، حيث نجد نوع من الأشجار الغابيّة يستخدم كحاجز للتوقّي من الرياح لحماية أشجار اللّوز والخوخ.
  • نظام الزراعة الحرججية في سهل مجردة: حاجز الرياح من السرول، لزراعة الحبوب. نظام الزراعة الحراجية في التضاريس الوعرة في المناخ شبه الرطب: زراعة الزيتون على ضفاف الوادي مقترنة بزراعة البقوليات (الفافا) تقدم نموذجًا لمكافحة التآكل والحفاظ على تربة خصبة.
  • نظام الزراعة الحراجية في المناطق شبه الجافة الذي يجمع بين المحاصيل السنوية وزرع شجرة الكابار والزيتون، مما يشكل من الممارسات الزراعية الجيدة لتحقيق الربحية من التربة الخفيفة والأراضي الهامشية ذات المنحدرات.
  • نظام الزراعة الحرجية المكثفة على التربة العميقة في السهول: السرو، وهو نوع من الأشجار الحرجية يُستخدم كحاجز ريح لجمعية من اللوز والزيتون الذي يتحول بدوره إلى حاجز ريح أو سياج حي يفصل بين الأراضي الزراعية.
  • نظام الزراعة الحراجية في الري يتكون من مزارع العنب مع الأكاسيا إيبورنيا كمصد للرياح. تعتبر هذه الأنواع عادةً مكانًا مفضلًا للعصافير، وبالتالي تسبب أضرارًا للمحاصيل.
    وأشار الى أن الزراعة الحرجية تعد نموذجًا ملائمًا لتطوير الزراعة المستدامة. على الرغم من أن دورها في تحسين جودة البيئة، والحفاظ على سلامة النظم البيئية، وخلق مصادر دخل مستقرة لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث.

مواضيع ذات صلة