نظرتان للسياسة …نظرة ابن خلدون ونظرة مكيافيلي…أ.د الصادق شعبان

نظرتان للسياسة …نظرة ابن خلدون ونظرة مكيافيلي…أ.د الصادق شعبان

5 جانفي، 20:45

فمنذ مدة و انا أحمل معي أينما ذهبت كتابين صغيرين … الأول كتاب “المقدمة ” لإبن خلدون … و الثاني كتاب ” الأمير ” لميكافيللي …
كلاهما وضع بعد تجربة كبيرة في الحكم و كلاهما كتب في زمن أُبعِدها فيه عن السلطة …
و هما من زمن القرون الوسطى … كتاب المقدمة وضع في القرن 13 و الأمير قرنين بعد …
بقيت أعود إليها في ساعات الفراغ و أقرأ بعض الشيء من هذا و من ذاك …
وصلت إلى قناعة أن من الأسلم إتّباع ما يقول ابن خلدون ، و فعل عكس ما يقول ماكيافيللي …
ابن خلدون يقول ان العدل أساس العمران و هذا صحيح و يقول ان الإكثار من الجباية يقتل الجباية و هذا صحيح و يقول ان تدخل الدولة في الاقتصاد إفساد للدولة و للاقتصاد في نفس الوقت و هذا صحيح …
اما مكيافيلي فيقول ان السياسية لا تقوم على الأخلاق و هذا غير صحيح و يقول إن الحاكم إن لم يقدر أن يكون محبوبا و مُخِيفا في نفس الوقت فالأفضل أن يكون مُخِيفا و هذا غير صحيح …
نظرتان مختلفتان عن السياسة و عن السلوك الأفضل للحكام …
ابن خلدون له نظرة للسياسة بعيدة المدى ، تحلل التفاعل بين السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و تدرس أسباب صعود الدول و سقوطها … و مكيافيلي له نظرة للسياسة قصيرة المدى يرى كيف يتحايل السياسي للبقاء في السلطة بغض النظر عما يحصل بعده للدولة …
ابن خلدون ينظر لبقاء الدولة … و مكيافيلي ينظر للبقاء في السلطة …

مواضيع ذات صلة