هل أصبح الاعلام الاذاعي والتلفزي الخاص أداة لزرع الفتنة في مجتمعنا
شهدت الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة، بمختلف وسائطها، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى الإذاعات الخاصة والمنصات السمعية البصرية، حملة غير مسبوقة من التهجم والتهكم على المنتخب الوطني التونسي.
وقد تجاوزت هذه الحملة حدود النقد الرياضي البنّاء لتتحول إلى موجة إساءة تمسّ جهات بأكملها، لا لشيء إلا لأن الإطار الفني للمنتخب ينحدر من جهة صفاقس، والمسؤول عن الهيكل الرياضي من جهة سوسة، في محاولة لتغذية النعرات الجهوية وإحياء حساسيات تجاوزها التونسيون منذ عقود.
إنّ ما نتابعه اليوم لم يعد مجرد جدل رياضي أو إعلامي، بل فتنة ترتقي إلى مستوى تهديد الأمن والسلم الاجتماعي، في ظرف اقتصادي واجتماعي دقيق يشهد غلاءً في الأسعار وركوداً في الدورة الاقتصادية، وهي ظروف كان من الممكن أن تُستغل لإشعال الفوضى لولا وعي التونسيين وحرصهم على الوحدة الوطنية.
إنّ الخطاب التحريضي الذي يسعى إلى تقسيم التونسيين على أساس جهوي لا يخدم المصلحة العامة، ولا يندرج ضمن حرية التعبير المسؤولة، بل يضرب في عمق قيم المواطنة والتضامن الوطني.
لذلك، فإنّ تدخّل الرئاسة بصفتها الضامن لوحدة الدولة وسلامة ترابها، التدخل عبر الهياكل المعنية لمحاسبة كل من يستعمل المنابر الإعلامية أو الوسائط الرقمية لبثّ الكراهية أو التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وتذكير الجميع بأنّ الرياضة يجب أن تبقى ميداناً للوحدة والاعتزاز بالراية الوطنية، لا ساحةً لتصفية الحسابات أو تغذية الأحقاد.
حفظ الله تونس من كل فتنة،
وحمى أبناءها من دعاة الفرقة والاصطفاف.
احمد






