هل تراني أحرث في البحر؟… مصطفى عطية
16 أكتوبر، 21:11
لا أدري لماذا كلما تأملت في واقعنا الراهن وبحثت، جاهدا، في المسالك الممكنة للإرتقاء به إلى ما هو أفضل، إلا وتسمر في مخيالي مفكران من أكبر وأهم من جادت بهم البشرية، وهما العظيمان، “فاغنر” و”نيتشه” ! فالأول صاغ إبداعاته الموسيقية من رحم تفاعلات الإنسان المتردد بين حضيضه وقمته، والثاني سخر فكره للدفاع الشرس عن إرادة هذا الإنسان. حطم “فاغنر” ، بموسيقاه، كل القيود التي تأسر العواطف الإنسانية وتكبل العقل، أما “نيتشه” فقد قلب “طاولة الأخلاقوية” في وجه المنافقين. كلاهما فتح المسالك أمام سلطة الحب والعقل، فأينما طفح الحب إنحسر القمع، وأينما سيطر القمع إضمحل الحب. كلاهما ظل للآخر. ألسنا اليوم بحاجة إلى مقاربة “فاغنر” و”نيتشه” للخروج من المأزق الذي تردينا فيه؟ أم أني أحرث في البحر؟