هل ينجح الديمقراطيون في تحقيق “السيطرة الثلاثية” بالإنتخابات الأميركية؟

هل ينجح الديمقراطيون في تحقيق “السيطرة الثلاثية” بالإنتخابات الأميركية؟

19 أوت، 09:00

يتطلع الحزب الديمقراطي إلى الفوز بـ”ثلاثية الحُكم” في الولايات المتحدة، الرئاسة ومجلسَي النواب والشيوخ، ليكرر ما حققه في انتخابات 2020، ولكن هذه المرة في وجود كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، على رأس قائمة الحزب في السباق نحو البيت الأبيض والمقرر في الخامس من نوفمبر المقبل.

وفي أول عامين من ولاية بايدن، ضَمن الديمقراطيون الأغلبية في مجلس الشيوخ، لأول مرة منذ عام 2014 بهامش صغير، واحتفظوا بسيطرتهم على مجلس النواب بأصغر أغلبية منذ عام 1942.

وبينما كان يخشى الديمقراطيون في الكونجرس خسارة مقاعدهم بوجود بايدن على رأس القائمة، حفَّز تقدّم هاريس نواب الحزب للاحتفاظ بمقاعدهم والمنافسة بقوة على مقاعد أخرى.

وأعطت هاريس بصعودها على قمة البطاقة الانتخابية أملاً في سباق متقارب ضد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد أن كان الحزب الديمقراطي يتجه، على ما يبدو، نحو خسارة واضحة في سباق 2024 مع بايدن.

وانعكس هذا التغيير على استطلاعات الرأي، التي أظهرت تقدّم هاريس على ترمب في معظم الولايات المتأرجحة.

ولم تكن ثلاثية الديمقراطيين مع بايدن في 2020 هي الأولى من نوعها، فغالباً ما يتمتع الرؤساء بسيطرة موحدة على مجلسَي الكونجرس في بداية ولايتهم، ومع ذلك يرى خبراء وسياسيون أن “هاريس” ربما تكون بين الاستثناءات، وأنها قد تواجه صعوبة في قيادة الحزب للفوز بثلاثية الحكم في سباق 2024.

هاريس تتقدم:

تقدمت نائبة الرئيس في استطلاعات الرأي، بعد أقل من شهر من حملتها الانتخابية، وقلّصت الفجوة مع ترمب بنسبة 48% مقابل 47%، في استطلاع أجْرته مؤسسة “كوك بوليتيكال ريبورت” Cook Political Report، ومؤسسة “جي إس استراتيجي جروب” GS Strategy Group، وهي فجوة لم يتمكن بايدن من تقليصها.

وكشف الاستطلاع الذي ظهرت نتائجه في 14 أغسطس الجاري، أن هاريس تتقدم على ترمب في 6 ولايات متأرجحة من أصل 7.

أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية ومدير مركز القيادة ودراسات الإعلام في “جامعة ماري واشنطن” ستفين فارنسورث، اعتبر هذا التقدم أكثر من مؤشر على أن هاريس أكثر قابلية للفوز، بل ومن المرجح أن يفوز الديمقراطيون بأغلبية مجلس النواب.

ورجّح فارنسورث في حديثه مع “الشرق” أن مجلس الشيوخ، الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بأغلبية ضعيفة، يظل بيئة صعبة للغاية بالنسبة لهم للسيطرة عليه في العام المقبل.

وأوضح أن الجمهوريين، وبشكل شبه مؤكد، سيحصلون على مقعد ديمقراطي في ولاية فرجينيا الغربية، “هم قادرون على المنافسة في بعض الولايات الصديقة للجمهوريين مثل مونتانا وأوهايو، لكن بالطبع، يمكن أن يتغير الكثير بين الوقت الراهن ونوفمبر المقبل”.

في المقابل، لا يستبعد أستاذ السياسة في “جامعة ويبستر” ويليام هال، أن يفوز الديمقراطيون بثلاثية (الرئاسة وأغلبية مجلسَي الشيوخ النواب)، في انتخابات 2024.

وقال هال في حديثه مع “الشرق”، إن القرار الأخير الذي اتخذه بايدن بإنهاء حملته الانتخابية ودخول نائبته هاريس في السباق الرئاسي كان له تأثير كبير على مجريات الأمور، وهو ما يشير أيضاً إلى وجود فرصة كبيرة ليحتفظ الديمقراطيون بالبيت الأبيض خلال الانتخابات المقبلة.

وأرجع هال السبب في هذا إلى الحملة الرئاسية المنظمة “بشكل استثنائي حتى الآن.. وقد كان لهذا بدوره تأثير إيجابي في إعادة تنشيط جهود المرشحين الديمقراطيين لجميع المناصب الانتخابية في عام 2024”.

النواب.. ميزة ضئيلة
كما حفّز أداء هاريس اللافت، الديمقراطيين في مجلس النواب لتنشيط جهودهم مرة أخرى، بعدما كانوا يخشون خسارة مقاعدهم في حال استمر بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية.

ومع تقدّم هاريس في استطلاعات الرأي المتعلقة بتفضيلات الناخبين، تقدّم الديمقراطيون أيضاً على الجمهوريين بنقطة واحدة في الكونجرس، وهو ما يمنحهم أملاً، على الأقل، في مجلس النواب.

وبينما يتمتع الجمهوريون حالياً بأغلبية 8 مقاعد فقط في المجلس، الذي يبلغ عدد أعضائه 435، رجّحت الباحثة السياسية مادلين كونواي، أن يبقى الهامش الضئيل نفسه قائماً سواء لصالح الجمهوريين أو الديمقراطيين.

وأشارت كونواي في حديثها مع “الشرق”، إلى سيناريو ينتهي بتقدّم أي من الحزبين بمقعد أو مقعدين “ما يجعل من الصعب للغاية تمرير أي شيء جوهري في مجلس النواب ما لم يتم ذلك بدعم من الحزبين. ومع ذلك، يبقى احتمال الفوز ممكناً للديمقراطيين الذين يحاولون كسب 4 مقاعد لصالحهم”.

ولفت هال إلى أنه في هذه المرحلة من الحملة الانتخابية، يبدو أن التقدم الديمقراطي في استطلاعات الرأي بنقطة واحدة في مجلس النواب غير كافٍ للتنبؤ بالنتائج النهائية للانتخابات، رغم أنها قد يكون لها بعض التأثير في النهاية”.

عقبة مجلس الشيوخ
يأمل الديمقراطيون في قلب بعض الدوائر الانتخابية التي يسيطير عليها الجمهوريون في مجلس النواب، وهو أمر قد يتحقق رغم تفوق الجمهوريين في عدد من دوائر النواب، لأنه تفوق ضئيل.

وفي مجلس الشيوخ، يواجه الديمقراطيون عقبة في السيطرة عليه بسبب أغلبيتهم الهزيلة.

ومن إجمالي 100 مقعد، تجرى انتخابات الشيوخ في 2024 على 33 مقعداً، بينهم 23 للديمقراطيين، ويميل هال للقول إن الديمقراطيين سيحتفظون على الأرجح بأغلبيتهم في المجلس الشيوخ وربما يزيدونها، مستنداً في هذا على الزخم المتزايد والقوة المتنامية التي يبدو أن الديمقراطيين يختبرونها، وخاصة منذ دخول هاريس في السباق الرئاسي.

ونبّه هال إلى أن العديد من الولايات التي كانت تُعتبر سابقاً إما في وضع قوي بالفعل أو تميل بشدة نحو دعم حزب سياسي معين، تُعتبر الآن ولايات متأرجحة محتملة ومتاحة للفوز، “ومن بين هذه الولايات المتأرجحة قد تعتمد النتيجة النهائية للانتخابات”.

مواضيع ذات صلة