وزارة الثقافة تكرم آخر عارض أفلام لا يزال يمارس هذه المهنة بولاية صفاقس

وزارة الثقافة تكرم آخر عارض أفلام لا يزال يمارس هذه المهنة بولاية صفاقس

4 جانفي، 18:33

ضمن فعاليات الإحتفال بمائوية السينما التونسية تولت وزيرة الثقافة تكريم ثلة من عارضي الأفلام من مختلف جهات الجمهورية ومن بين المحتفى بهم ابن صفاقس علي الحشيشة وهو آخر عارض أفلام لا يزال يمارس هذه المهنة بولاية صفاقس.

نشاط علي الحشيشة كعارض أفلام انطلق سنة 1981 أما علاقته بالسينما فتعود إلى منتصف الستينات لما كان يرافق أباه عم عثمان أطال الله عمره ومتعه بموفور الصحة إلى قاعات السينما إذ كان بدوره يشتغل عارضاللأفلام .حدثنا سي علي عن زمن كانت قاعات السينما الوسيلة الأولى للترفيه والمصدر الوحيد للأخبارالمصورة حيث كان يبث قبل عرض الشريط السينمائي شريطا للأخبار المحلية والعالمية في زمن ما قبل انطلاق التلفزة التونسية.

سي علي يتذكر أيضا زمن اقتصار الإشهار على قاعات السينما حيث لم ينطلق بث الإشهار في التلفزة التونسية إلا منتصف الثمانينات فكان رواد قاعات السينما الذي يلاقيهم يستفسرونه عن الومضات الإشهارية الجديدة ومحتواها وأبطالها ..ومن التي يرويها سي علي أن أغلب المتفرجين كانوا يظنونه مسؤولا عن مقص الرقيب فينادون باسمه مطالبين بإعادة اللقطات التي تم حذفها كما كان العديد يعترضونه ويلومونه على حذف مشاهد من الفيلم ولما كان من الصعب إقناعهم بأن مقص الرقيب موجود بتونس العاصمة فإنه يسايرهم ويجيبهم بوجوب حذف بعض المشاهد وقد كان يتباهى بأنه المسؤول عن حماية الأخلاق.

لم يخف سي علي قيامه بحذف بعض المشاهد بطلب من إدارة المسرح البلدي حيث يتم تقليص طول مدة العرض في حصة بعد الظهر لفسح المجال لإعداد الركح عندما يكون مبرمجا عرض فني أو مسرحي كما أنه وبسبب نقص مادة “الشربون”التي يعتمد عليها البث يتم تقليص مدة العرض خاصة عندما يكون الفيلم هنديا ..يتحسر علي الحشيشة على الفترة الذهبية للسينما وما يزيد في حسرته اقتناعه بأنها لن تعود .سي علي ختم حديثه بأنه بقدر سعادته بتكريمه من قبل وزارة الثقافة التي تعتمده كعارض أفلام بمختلف معتمديات الولاية فإنه مستاء لما كافأته به بلدية صفاقس التي اشتغل بها قرابة 35سنة كعارض أفلام بالمسرح البلدي حيث تم إبعاده عن نشاطه و ترفض الإدارة كل محاولات إحياء النشاط السينمائي وتجديد معداته…

محمد عباس

مواضيع ذات صلة