وزير خارجية تونس : لا نقبل دروسا من أصحاب التاريخ الأظلم.. ودبلوماسية تونس مناضلة
قال وزير الشؤون الخارجية نبيل عمار ان زيارة الدولة التي يؤديها بداية من اليوم الثلاثاء، رئيس الجمهورية قيس سعيد الى الصين ستكون مثمرة ونتائجها متميزة، مشيرا إلى امضاء جملة من الاتفاقيات خلال الزيارة.
وتابع عمار: “نحن لا نغير شريكا بشريك اخر.. وما نقوم به مع الصين ليس على حساب شركاء اخرين ولدينا مصالح متبادلة.. ولا نقبل من اي طرف ان يملي علينا مع من نربط علاقاتنا ومصالحنا”.
واكد وزير الخارجية نبيل عمار في محاضرة بجامعة منوبة القاها بمناسبة الذكرى ال68 لتأسيس وزارة الخارجية التونسية بعنوان “السياسة الخارجية التونسية: تكريس السيادة الوطنية ومناصرة القضايا العادلة”، انه لا مجال للمصالح الضيقة في الدبلوماسية التونسية الان، مشددا على ان “مصلحة تونس والتونسيين فوق كل اعتبار ويجب ان تقبل جميع الاطراف بان تتعامل مع تونس الند للند” وفق قوله.
واعتبر عمار ان الدبلوماسية التونسية هي دبلوماسية مناضلة مشددا على انه لا وجود قانوني للدولة دون سيادة واعتراف دولي بها. وقال عمار ان بعض الامور تمس بمصالح البلاد عند الخوض فيها، مضيفا ان انتقاد السياسة الخارجية عندما يكون بالتعاون مع الخارج يضر بمصالح البلاد.
وبين عمار ان الاستقواء بالاجنبي لا مبرر له في بلد مثل تونس وفي وضع مثل الوضع الذي تمر به البلاد، داعيا الى ان يكون الحوار تونسي تونسي بعيدا عن الاستقواء بالاجنبي.
واعتبر وزير الخارجية ان تونس لم تعمل ابدا على الاضرار باي طرف اجنبي ولا مبرر لاي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من اي جهة كانت وفق تعبيره.
كما ذكر عمار ان الرئيس الفرنسي وجه رسالة مكتوبة بعد انتخاب سعيد رئيسا للبلاد كتب فيها ان فرنسا تريد علاقات الند للند مع تونس.
وفي معرض حديثه عن بعض البلدان التي توصف بالقوية والتي تحدثت عن شؤون داخلية تونسية، قال عمار “اقوى فاش؟، الي عندو في تارخه سنين ظلام تتسمى قوة؟ سنين غطرسة تتسمى قوة؟ ثمة اشياء حقهم يحشمو منها”.
وتساءل عمار “لماذا لا تعمل البلدان التي تتحدث عن حقوق الانسان في تونس على تطبيق مبادئها الإنسانية على ما يحدث في غزة؟ وقال ان “ما يحدث في غزة ليس حربا بل هي وصمة عار”.
وتحدث عمار عن احدى الدول التي تحدثت عن الشؤون الداخلية التونسية قائلا “لديهم رئيس تو مسلسل في البلاد.. فهل قلنا لهم لماذا وتحدثنا عن حقوق الانسان لديهم؟ فنحن لدينا قانون يطبق على الجميع والجميع يجب ان يستجيب للقضاء”.
واعتبر وزير الخارجية ان بعض الاطراف الاجنبية تعمل مع بعض الاطراف التونسية متسائلا “لماذا تريدون العمل فقط مع عائلة او بعض العائلات.. اعملوا مع الشعب كاملا”.
واشار عمار الى ان بعض رؤساء حكومات كانوا يستقبلون سفراء بلدان دون حضور وزير الخارجية وبعضهم لديه جنسية تلك البلدان وفق تقديره.
وتابع عمار قائلا “لا تحدثني في الامور الداخلية لتونس.. ولا نريد دروسا من احد.. وابلغناهم بهذا الكلام وهم يسمعونه ويحترمونه.. لكن ما يقومون به في الداخل عن طريق جماعتهم هو شيء اخر”.
وعبر عمار عن رفضه تغيير المبادئ في السياسة الخارجية حسب المصالح الضيقة وفق تعبيره.
كما قال عمار ان “السياسة الخارجية التونسية لها ثوابت معروفة ومحترمة لانها ذكية ولها بعد نظر منذ زمن الاستقلال”، مشيرا الى ان “كل الاختيارات التي مضت فيها كانت دائما صائبة، الا انه بعد الثورة ثمة سنوات تغيرت فيها السياسة الخارجية بما مس من مصالح البلاد، لكن بعد انتخاب سعيد رئيسا استعادت السياسة الخارجية مسارها الصحيح”.
واكد عمار ان “السياسة الخارجية هي الخط الاول للدفاع عن الوطن”، معتبرا ان “الخارجية والدفاع وجهان لهدف واحد، وهو الدفاع عن مصالح الوطن واستقلاله”، داعياالى ضرورة التنسيق داخل بين اجهزة الدولة خدمة لوحدة الوطن ودبلوماسية الموحدة وفق تعبيره.
واعلن عمار ان وزارة الخارجية ستعمل على تنظيم ندوة هذه الصائفة لجمع رجال الاعمال التونسيين بالخارج الذين يريدون العمل على مصالح البلاد.