وطن بمستوى الحلم كانْ….الطاهر العبيدي
وَطَنٌ بمستوى الحلم في الذهن كَانْ
وَطَنٌ بهمس الموج في الصّدر كَانْ
وَطَنٌ بلون الزّرع في العمق كَانْ
وَطَنٌ بشعاع الصّبح في الحلم كَانْ
وَطَنٌ بلذة الانتصار في القلب كَانْ
وَطَنٌ الكرامة والنخوة أردناه فكَانْ
وَطَنٌ الحرية والعزّة تمنّيناه فكَانْ
وَطَنٌ ضدّ القهر والذلّ عشقناه فكَانْ
واليوم يأتيه الماء مَسْمُومًا
يأتيه الحلم أعْرَجًا مَقْضُومًا
يأتيه الغبن زاحفا محموما
يأتيه خطابا قصديريا مذموما
يأتيه الرغيف كسيحا مهزوما
ويصفعه شغورا وتخبطا مأزوما
فلك الله يا وطن العنب والريحان
لن نتخلى عنك يا وطن الياسمين والرّمان
لن نتركك يا وطني فريسة للقطعان
لن نتركك تهوي يا وطن الحلم والإنسان
لن نتركك يا وطني ولن نقايض العبيد بالفرسان
سننثر يا وطني على وجوه المدّاحين التراب
ونركل بالقلم بالحرف جذور الاستبداد
من أي مأتى ومهما غَيَّرَ الأقنعة والأثواب
والذي أتانا متنكرا مراوغا مثل السرّاب
باسم الطهورية والتبشير بفجر كذّابْ