وللحكاية مقاسات…الطاهر العبيدي
يروى أنه كان في قديم الزمان ملك يحكم شعبا لا يعصي له أمرا مهما كانت الأحوال.
وقد تذمّر الملك وأحسّ بالمرارة من طاعة شعبه المفرطة له دون نقاش ولا مسائلة ولا اعتراض، ومبالغته في تطبيق مراسيم السلطان.
وذات يوم قرّر الملك جمع الشعب في ساحة الميدان، الذي هتف بعبارات الولاء والعرفان، وبعدها قال السلطان أيها الشعب الطيّع لقد قررت شنقكم جميعا بالحبال، وأثناء هذا الاختبار، كان الملك في قرارة نفسه يتمنى أن يجد في شعبه من يثور ويعارض هذا القرار..
وانتظر طويلا يتفحّص الرؤوس المطأطئة دون اعتراض، حتى رفع أحدهم يده مطالبا بالكلام، فابتهج الملك ها هو يوجد في شعبه من يرفض الخضوع والاستسلام، وفي الحين أّذن له بالكلام فقال: جلالة السلطان نود أن نعرف هل الحبال لشنقنا على نفقتكم أم على حساب هذا الشعب الهمام..
▪ وللحكاية مقاسات في أسواق “المشيخات” والتنظيمات والأحزاب والمجتمعات والدول العابسة والتافهة والمجتمعات المصابة بالنعاس…▪