
يشهد التاريخ أننا تحدثنا عن الإستعمار الجديد منذ أكثر من أربع وثلاثين سنة …مصطفى عطيّة
شاركت، بعد بضعة أسابيع من انتهاء حرب الخليج الثانية، وتحديدا في شهر مارس 1991، في ندوة فكرية إحتضنتها مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، بعنوان “حرب الخليج والنظام العالمي الجديد”، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية السنوي، وألقيت محاضرة حول “الإستعمار : من التبشير الصليبي إلى التبشير الحقوقي” اثارت حفيظة الوفود الأمريكية والأوروبية وحتى بعض العربية، وانتقدني ممثلوها بشدة في تدخلاتهم، ومن اهم ما قلت في تلك المحاضرة :”إن المد الإستعماري مازال قويا بل أصبح أشد من ذي قبل، ولكن الأساليب فقط تغيرت وتطورت، فإن كانت هذه الأساليب قد تجسمت، في ما مضى من الزمان، في المثلث التقليدي : الجندي والتاجر والقديس المبشر، فقد تغير اليوم ضلع واحد منه، وهو “القديس المبشر”، الذي أصبح “الحقوقي المبشر”. فالمنظمات “الحقوقية”، في الظاهر، والممولة من جهات مرتبطة بالحكومات واللوبيات الإنجيلية والصهيونية والماسونية المتطرفة، هي الأداة الجديدة والناجعة لٱختراق الأوطان وسلب سيادتها وإرباك حكوماتها، خدمة للإستعمار الجديد”.
★ الصورة المصاحبة من الندوة المذكورة أعلاه، لحظات قبل صعودي على المنبر لإلقاء محاضرتي المثيرة للجدل، ويظهر على يساري الدكتور عبد السلام المسدي والدكتور الشاعر المرحوم نور الدين صمود والدكتور الشاعر الراحل جعفر ماجد.