100 قبلة على جبين 100 عروس وعريس غزاويّ …رياض يعيش
وسط ركام الحرب الضروس، الطاحنة والمدمرة، من بني صهيون، نهض الغزاوي مرفوع الهامة ونفض الغبار والخراب والدمار عن نفسه وانطلق إلى المحاولة الجسورة من جديد !!! وسط ركام الحرب الضروس… أكثر من 100 عريس و عروس يحتفلون بفرحة العمر في نفس الزمان والمكان، وبين الحطام والحطام حطام !!! في بلدة خان يونس بقطاع غزة العزة. إنه يا سادة، تحدي الدمار والخراب واليأس والإبلاس والانكسار والقنوط والتذمر والشكوى وما شابه ذلك… في حضرة الألم زرع الغزاوي سنديانة أمل على أصدق وأنبل نحو يستطيعه ويجود به، رغم الخذلان العربي وقتامة المشهد على أرض الواقع. ولكن، انتظر صديقي قليلا… انتظر بقية الحكاية: * لقد سموا العرس ” ثوب الفرح” * سار الأزواج قرب الركام على بساط أحمر ومروا من بين أقواس تجمّلت بالزهور البيضاء * ظهرت العرائس بفساتين بيضاء تتخللها التطريزات الفلسطينية الشعبية المزركشة، ويحملن باقات من الورود وعلم فلسطين !!! * أما العرسان فقد ارتدوا بدلات سوداء وربطات عنق. ولا حاجة لإذاعة السرّ بينكم، فما سأقوله أدركتموه: الغزاوون يتزوجون وينجبون كثيرا، وسط الركام والخيام ولا ينعمون باستقرار المياه والكهرباء وما إلى ذلك… ونحن، هنا لنا بيوت وسقف يأوينا ونستمتع بالخدمات المتنوعة وحين نقرر الزواج نبذّر عشرات الملايين أو نعزف عن الزواج أو نؤجله، وإن أنجبنا، فطفل أو طفلين يكفينا، والحمد لله رب العالمين وما رضاء الله إلا برضاء الوالدين… ” والفايدة في الهنا “
Wadii
رياض يعيش




