صفاقس : لماذا إرتفعت أسعار العُمرة؟

يقول عليه الصلاة والسلام : “صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه” .

كل مسلم على وجه البسيطة يشتاق لزيارة مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف.

ولذلك، من الضروري على من يشتاق لزيارة البقاع المقدسة التخطيط المسبق والاستعانة بوكالات الأسفار للقيام بتوفير خدمات حجز الفنادق وتذاكر الطيران والمرافقة، حتى يتسنى له القيام بواجبه الديني بكل يسر.

ومن هنا تنطلق رحلة البحث عن وكالة أسفار تراعى بالأساس الظروف الإقتصادية للمعتمر، وتكون أسعارها مناسبة.

الموقع بحث في الموضوع وغاص في ثناياه، ليتبين لنا منذ الوهلة الأولى أن الأسعار في إرتفاع متواصل من سنة إلى أخرى، هذا العام مثلا هذا العام الذي إنطلقت فيه رحلات العمرة في غرة أوت الماضى إرتفعت فيه الأسعار بنسب تتجاوز العشرة بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة.
وكانت وزارة الشؤون الدينية قد صرحت سابقا ، أن إرتفاع أسعار العمرة يعود أساسا إلى الارتفاع السنوي في أسعار تذاكر الطيران وتكاليف التأشيرات.

أما عن الفوارق في أسعار العمرة فهي تختلف بين وكالة وأخرى و تعود أساسًا إلى حزمة الخدمات المقدّمة للمعتمر، خاصة وأن بعض الوكالات تقترح إقامة في فنادق فخمة وقريبة من الحرم، وهو ما يرفع التكلفة، في حين تعرض وكالات أخرى إقامات أبعد أو أقل تصنيفًا بأسعار أقل، حسب الوزارة.

الملاحظ أيضا هو التباين الكبير في تكاليف العمرة بين الجهات، وفق ما أظهرته متابعتنا للموضوع، حيث تشهد أسعار العمرة في مدينة صفاقس إرتفاعا كبيرا مقارنة ببعض المناطق الأخرى ، حيث تتراوح الأسعار مثلا خلال شهر ديسمبر بين أربعة ألاف ومائتي دينار وخمسة الاف وستمائة دينار ، في حين لا تتجاوز في مناطق أخرى الأربعة ألاف وأربعمائة دينار، وتصل إلى ما دون ذلك في ولايات أخرى.

ولئن أوعز البعض ممن ينظمون رحلات العمرة في صفاقس هذا التباين بظروف الإقامة، فإن ذلك غير صحيح، خاصة وأننا لا حضنا أحيانا أن النزل هي نفسها، والمسافة التى تفصل النزل عن الحرم متقاربة جدا.

فأين يكمن الخلل إذن؟ في إستغلال بعض وكالات الأسفار لكثرة الطلب عن العمرة في صفاقس مقارنة ببقية المناطق؟ أم أشياء أخرى نجهلها ولا يعلمها سوى منظمي الرحلات؟
السؤال سيبقى مطروحا عن هذا التباين بين وكالات الأسفار في صفاقس وبقية المناطق؟ ليبقى الباحث عن العمرة في صفاقس تحت رحمة البعض الذين لا هم لهم سوى جمع المال على حساب مواطن يسعى جاهدا لزيارة البقاع المقدسة.

أسامة بن رقيقة