صفاقس: ماذا حدث بالمدرسة الاعدادية علي  البلهوان ومن يُصرّ على إستباحة المؤسسة التربوية العمومية؟

صفاقس: ماذا حدث بالمدرسة الاعدادية علي البلهوان ومن يُصرّ على إستباحة المؤسسة التربوية العمومية؟

29 نوفمبر، 19:00

الى حدود اوائل الألفية الجديدة كان الإعتقاد السائد لدى التلميذ في تونس أن المعلم “رسولا” ، له نفوذه داخل المدرسة وخارجها . إنسان غير عادي يرتقى إلى منزلة الملائكية والطهورية ، قادرا على فعل المعجزات ، حتى أن البعض منا كان يستغرب عندما يشاهد المعلم يأكل من أكلنا ويضحك مثلنا. أما من يشاهد معلمه في مكان عمومي فلا يدخله حتى يخرج من ذلك المكان. كان المربي يتدخل في لباسنا وتصرفاتنا وحركاتنا وحتى في تسريحة شعرنا. “فمن علمنى حرفا صرت له عبدا”.
أما اليوم فقد تغيرت المعادلة ، فأصبح التلميذ سيد نفسه ، لا يكترث إلى قيمة المعلم ، حتى غدت علاقة افقية يسودها التوتر ، وأصبحت المدرسة بالنسبة للتلميذ مكان غير مرغوب. وأصبحت نهاية الحصة الدراسية بمثابة الكابوس الذي إنزاح عن فكر التلميذ. والأدوات المدرسية عبارة عن حمل ثقيل وجب التخلص منها بأسرع وقت ممكن.

هذه الاستهانة بكل هذه العناصر التربوية، تطرح أكثر من سؤال على الوضع الخطير التى آلت إليه المنظومة التربوية ككل ، وعن السلوكات التى ينتهجها التلميذ مع الإطار التربوي، هذه الإستهانة والفوضى كانت إلى وقت قصير بعيدة عن أسوار المؤسسات التربوية بصفاقس، خاصة وأن الصفاقسية معروف عنهم الإجتهاد والمثابرة في الدراسة ، نائين بأنفسهم عن كل المظاهر المخلة والدخيلة عن مجتمعنا، غير أن ما حصل خلال اليومين الأخيرين في المدرسة الإعدادية علي البلهوان غير المعادلة، واصبح التعليم في مدينة العلم على المحك، حيث عمدت ولية تلميذ إلى الاعتداء على الإطار التربوي لفظيا بفاحش القول والكلام داخل الحرم المدرسي، حجتها في ذلك أن إبنها تعرض للظلم بعد طرده لمدة يومين، الأمر الذي جعل الإطار التربوي بالمؤسسة ينفذ وقفة إحتجاجية في مرحلة أولى وتعليق الدروس في مرحلة ثانية إحتجاجا على هذه الهرسلة التى تعرضوا لها

هذه الحادثة الخطيرة تجعلنا نتخوف عن مدرسة الغد وتونس الغد على اعتبار ان المدرسة هي مراة تعكس تصور المجتمع واراءه وأفكاره.
اسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة