أحمد الله تعالى على تجربة السّنوات العسيرة الّتي مرّت بها تونس…ألفة يوسف
فاصل شخصيّ …….أحمد الله تعالى على تجربة السّنوات العسيرة الّتي مرّت بها تونس. التّجربة كلّها حوّلتني من شخص مقتنع بأنّه، وجماعته، على صواب وأنّ الآخرين على خطإ، إلى شخص يتعاطف مع كلّ الموجوعين دونما أيّ تمييز…
فأضحك من بعض تدويناتي القديمة، وأسخر من عبارات عنيفة كنت أتلفّظ بها في شعارات الإقصاء والأحكام المسبقة…
اليوم، أتعاطف مع جميع الضّحايا…لا أفرّق بين وجع بنت منتم إلى “برسبكتيف” حُبس في برج الرّومي، ووجع ابن نهضويّ سُجن زمن بن عليّ، ووجع أخت تجمّعيّ لوحق وهُرسل ومنع من السّفر في 2011، ووجع أمّ شابّ اغتالته يد الإرهاب بعد 2011، ووجع أب على ابنته الّتي تسكن السّجن اليوم…
أقصى أحلامي أن لا نداوي الوجع بالوجع…وأن لا نكرّر نفس الحكايا بنفس العنف ونفس السّيناريو وإن تغيّر الأبطال…
أقصى أحلامي أن ننبذ الكره والحقد، أن نتذكّر أنّ فينا جميعا الخير والشّرّ، أن نحاول بناء دولة يكون فيها الآخر خصما سياسيّا يمكن محاورته، لا عدوّا نحلم بإلغائه…
أعرف أنّ هذه التّدوينة لن تعجب كثيرين لأنّ النّفس الأمّارة بالسّوء لا ترتاح إلاّ في انتماء جماعيّ يرى فيه الفرد جماعته ملائكة وسواه شياطين…لكن لا يهمّ، فمتى كانت الأغلبيّة مثالا يحتذى؟ أغلب من في الأرض يضلّون عن سبيل اللّه…ووحده الله تعالى يهدي القلوب إلى المحبّة حيث لا حقد ولا غلّ ولا رغبة في الانتقام…حيث الجنّة…جنّة الأرض قبل جنّة الآخرة…





