أخطاء المسلمين العشرة… سامي النيفر
1- أنّهم يعتقدون أنّهم كاملون وأنّهم لا يخطئون وأنّهم مهما فعلوا دائما على صواب وهذا يدخل في العُجب والفخر غير المحمود.. وأنّهم دائما خير أمّة أخرجت للنّاس حتى لو انحرفوا عن الصراط المستقيم تماما بينما يشترط في خيريّتهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر…
2- أنّهم يعتقدون أنّهم وحدهم من سيدخل الجنّة في الآخرة وكل من سواهم سيحرق في نار جهنّم مهما قدّم من خير ومهما كان مؤمنا بالله فقط لأنه يختلف عنهم في الشريعة أو في الدين.. بل إنّهم يعتقدون أنّ فرقة واحدة من المسلمين فقط ستفوز في الآخرة والباقون من المسلمين وغير المسلمين في العذاب خالدون !
3- أنّهم انقسموا أحزابا وفرقا ومِلَلًا ونِحَلًا كلّ حزب بما لديهم فرحون وانبروا يظلمون بعضهم البعض ويقتلون بعضهم البعض فضاعت قوّتهم وتشتّت أمرهم وانحرفوا عن الدين الحنيف.
4- سوء أدبهم مع الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم وذلك إمّا بالمبالغة في تعظيمه وتمجيده حتى أصبح يُعبد قبل الله أحيانا وإمّا بإهمال سنّته وعدم اتّباعها.. هذا والصلاة والسّلام على كل الأنبياء والمرسلين تبقى أفضل وليس على الرّسول محمّد فقط. والدّعاء بالخير يجب أن يكون للعالم كلّه وليس للمسلمين فقط فمن الخطإ أن نقول “اللهم ارفع الوباء عن المسلمين” بينما نحن في الأصل رحمة للعالمين مهما كان دينهم وجنسهم وعرقهم.
5- تسبيقهم الإسلام على الإيمان والفقه والعبادات على الأخلاق والمعاملات بينما يقول الله في القرآن : “الذين آمنوا وعملوا الصالحات” أكثر من قوله “الذين أسلموا”… فكم نرى مصلّين وحجّاجا يظلمون ويفسدون في الأرض… وفي النهاية يقولون الذي يصلّي هو فقط من يدخل الجنّة مهما كانت أعماله الاخرى دنيئة بينما الذي لا يصلّي سيدخل جهنّم وبالتحديد من باب سقر مجتزئين آية من عديد الآيات الأخرى : “قالوا لم نك من المصلّين ولم نك نطعم المسكين وكنّا نخوض مع الخائضين وكنّا نكذّب بيوم الدّين” ولكنّهم يقفون عند الأولى فقط… علما أنّ الصّلاة هي دعاء وصلة مع الله بعيدا عن البروتوكول والعمل الآلي بلا روح وبلا إحساس… ولكنّهم ألّفوا مجلّدات في نواقض الوضوء وكيفية الغسل وقول المذاهب المختلفة كما برعوا في تجويد القرآن وترتيله دون الإحساس بمعانيه وتطبيق أحكامه خاصة الأخلاقية منها… وننسى قول الحقّ جلّ وعلا على لسان إبراهيم نبيّ كل الأديان : “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” الشعراء 89/88
6- ميلهم إلى الشعوذة وحبّ العمل الرّعواني وقراءة الغيب بعيدا عن العلم والعمل حتى لَيسهل خداع العديدين منهم وما كثرة العرّافين الفاشلين إلا دليل على ذلك… فهناك من استغلّ القرآن مدّعيا أنّ الشّفاء يحصل بقراءته الخاصة له بينما كل إنسان يستطيع أن يرقي نفسه بنفسه… أمّا من سحر الناس وحاول تبديل أقدارهم بطلامس في البحر أو المقابر أو غير ذلك فهو كافر وليس من الإسلام في شيء.
7- تكبّر بعض مشايخهم وغلظتهم وسوء معاملتهم للناس حتى نفّروهم من الدين بل واعتقادهم أنهم أفضل من الآخرين وجمود الخطاب الديني…
8- الخلط بين الأحاديث النبوية الصحيحة والمغلوطة وبين السّنّة الملزمة وغير الملزمة وإهمالهم لأحاديث باقي الأنبياء والرّسل…
9- الحكم بتفويض إلاهي واستغلالهم الدين من أجل مآرب سياسية خسيسة منذ الدولة الأمويّة والعبّاسيّة وحتى يومنا هذا…
10- سوء تأويلهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتفنّنهم في الاختلاف بين المذاهب في أقوال تناقض بعضها البعض دون اتّفاق على شيء… واعتمادنا على تفسيرات مشايخ هي في الأصل اجتهادات وليست حقيقة مطلقة…
كل هذا لنقول إنّ المسلمين أخطؤوا عبر الزمن كما أخطأ غيرهم من الأمم وإنّ رحمة الله بيده وحده وإنّ الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق فلا تضيّقوا ما وسّع الخالق الرّحيم…
مسلم يتألّم كثيرا ويحبّ الحقّ
سامي النّيفر