أكتوبر الوردي وعدو الحياة والجمال… بقلم لبنى حمّودة

أكتوبر الوردي وعدو الحياة والجمال… بقلم لبنى حمّودة

30 أكتوبر، 18:00

هو عدو شرس يحارب الحياة والجمال ويضرب المرأة في مقتل, فيجعلها تعتصر الألم الشديد, ويسلبها إحساسها بأنوثتها, إنه سرطان الثدي الذي تسلط عليه الأضواء عالميا كل شهر أكتوبر بشعار وردي اللون لتوعية المرأة وإرشادها حول هذا القاتل الخبيث الصامت, والذي قد يهدد حياتها, أو يحيلها جحيما إذا تجاهلته واستخفت بأعراضه, ولم تبادر إلى الوقاية منه, ما هو سرطان الثدي؟ ما هي أعراضه؟ ما هي طرق علاجه؟ وما هي سبل الوقاية منه؟
سرطان الثدي وأعراضه
يصيب سرطان الثدي 2,1 مليون امرأة كل عام كما يتسبب في أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء, تعرف منظمة الصحة العالمية سرطان الثدي على أنه مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراما, ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة, وفي تعريف آخر لسرطان الثدي ذكرت الجمعية الأمريكية للسرطان أن معظم كتل الثدي حميدة وليست خبيثة(سرطانية) حيث تعد أورام الثدي غير السرطانية نموا غير طبيعي, لكنها لا تنتشر خارج الثدي وهي ليست مهددة للحياة, لكن بعض أنواع كتل الثدي الحميدة يمكن أن تزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
ومن أعراض سرطان الثدي:

  • وجود كتلة في الثدي تختلف عن الأنسجة المحيطة
  • تورم الثدي أو جزء من الثدي
  • سماكة الجلد
    -انقلاب حلمة الثدي إلى الداخل
  • تغير في لون جلد الثدي
  • تغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره
  • تغير في جلد الثدي كأن تظهر دمامل أو كدمات أو ندوب.
  • ظهور إفرازات من خلال حلمة الثدي
  • ظهور كتلة أو تورم تحت الإبط
    العلاج المتبع في سرطان الثدي
    في اختيار طريقة العلاج يعتمد الطبيب المعالج على عدة معطيات تخص المرض والمريضة كنوع السرطان, مدى انتشاره في الجسم, عمر المريضة وحالتها الصحية.
    ومن بين طرق العلاج المتبعة
  • العلاج الجراحي عن طريق استئصال الثدي كله.
  • العلاج الجراحي عن طريق استئصال الورم والأنسجة المحيطة به فقط دون الثدي.
    -العلاج الإشعاعي الذي يستخدم موجات عالية الطاقة للتخلص من الخلايا السرطانية.
    -العلاج الكيماوي يستخدم للقضاء على جميع الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم, ويعد من العلاجات الناجحة, لكنها تسبب أعراضا قوية كالغثيان وتساقط الشعر وانقطاع الطمث المبكر والهبات الساخنة والإرهاق الشديد.
    -العلاج الهرموني وتستخدم فيه الهرمونات مثل الإستروجين لمنع نمو خلايا سرطان الثدي, ولا يخلو هو الآخر من بعض المضاعفات
    -العلاج الموجه يتم فيه استخدام الأدوية تعمل على دفع نظام المناعة في الجسم لتدمير السرطان
    كما تشير عديد الدراسات الطبية أن الحالة النفسية للمريضة والدعم العائلي الذي تتلقاه من محيطها لا يقل قيمة عن التدخل الجراحي والدوائي.
    الوقاية من سرطان الثدي
    بشعار “قد ما تفيق بيه بكري قدما يكون شفاك أسهل” افتتحت وزارة الصحة الحملة العالمية للتوعية بسرطان الثدي طوال شهر أكتوبر الوردي, واللون الوردي يعود إلى فكرة جاءت بها سيدة أمريكية تدعى شارلوت هالي وهي تنحدر من عائلة ضمت سيدات عانين من سرطان الثدي, وقد ارتدت شريط وردي اللون, وقامت بتوزيعه للفت أنظار المشرعين حتى يتم الترفيع في ميزانية الوقاية من مرض السرطان, لتصبح بعد ذلك أيقونة عالمية, وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ذكرت السيدة سمية المنصوري الهنيشري منسقة البرنامج الوطني لمكافحة السرطان بإدارة الرعاية الصحية الأساسية التابعة لوزارة الصحة, أن سرطان الثدي يمثل 30 في المائة من مجموع السرطانات التي تصيب المرأة في تونس, وأنه تم رصد ارتفاع في عدد الإصابات بهذا المرض, إذ سجلت الإحصائيات عدد 4346 حالة جديدة في 2023 مقابل 3884 حالة جديدة خلال سنة 2022 .
    ولأنه يسمى أيضا بالورم الخبيث كونه لا يعلن عن فتكه بالجسد إلا بعد انتشاره, وفي مراحله المتقدمة, فإن وزارة الصحة رصدت برنامجا خاصا في الحملة التوعوية, وعلى مدار شهر أكتوبر أكدت فيه على ضرورة الكشف المبكر عن طريق الكشف الإشعاعي للثديين (الماموغرافي), وقد شمل البرنامج جملة من الأنشطة التوعوية التحسيسة حول خطورة المرض وكيفية مكافحته والوقاية منه بمختلف مراكز الرعاية الصحية بجميع الولايات وبمختلف الأوساط المهنية بالتنسيق مع أطباء الشغل والسلامة المهنية.
    وحسب وزارة الصحة العالمية فإن سرطان الثدي يصيب النساء من الأعمار كلها بعد سن البلوغ, لكن بمعدلات متزايدة في مراحل متأخرة من الحياة, لذلك ينصح الأطباء كل امرأة تخطت سن الأربعين بالقيام بالتصوير الإشعاعي للثديين(الماموغرافي) كل سنة, وكل سنتين لكل امرأة لها تاريخ عائلي مرضي, وبما أن السرطان لا يستثني أحدا, فقد ظهرت إحصائيات تشير إلى ازدياد إصابة النساء الأصغر سنا في السنوات الأخيرة, ويعزي الدكاترة ذلك بسبب البيئة ونمط الحياة والكشف المبكر للمرض, لذلك على المرأة في كل مراحل حياتها أن لا تهمل الفحص الذاتي الدوري لثدييها, وفي حالة ظهور أي تغيير أو كتلة, عليها بالتوجه إلى الطبيب المختص, فكلما وقع اكتشاف المرض مبكرا كلما زادت فرص نجاح العلاج, إذ تشير الإحصائيات أن كل كشف مبكر يزيد نسبة الشفاء إلى حدود 95 في المائة.
    إن طبيعة الحياة العصرية والضغوط النفسية تعد عاملا من عوامل الإصابة بمرض السرطان لذلك يحث الأطباء على المحافظة على الوزن الطبيعي, ممارسة الرياضة يوميا, المداومة على الأكل الصحي, الابتعاد عن التدخين, تجنب العلاج بالهرمونات, الرضاعة الطبيعية, وتجنب قدر الإمكان الضغوط النفسية.
    لبنى حمودة

مواضيع ذات صلة