أمريكا لا تحمي قطر حبًا… بل تحمي نفسها!…اشرف المذيوب

في عالم السياسة، لا مكان للعواطف… المصالح وحدها هي البوصلة.
حينما تُعلن واشنطن أن أي تهديد لقطر هو تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة، لا ينبغي أن ننخدع بالخطاب الرنّان. الحقيقة أعمق وأبرد: أمريكا لا تدافع عن قطر حبًا، بل تدافع عن نفسها داخل قطر.
على أرض الدوحة، تنتصب قاعدة العديد الجوية، أكبر تمركز عسكري أميركي في الشرق الأوسط، حيث آلاف الجنود ومراكز القيادة والسيطرة التي تتحكم في سماء المنطقة. أي خطر على قطر يعني ببساطة خطرًا على قلب الوجود العسكري الأميركي، أي على واشنطن نفسها.
ثم هناك الغاز… قطر ليست مجرد دولة صغيرة على الخريطة، بل عملاق غازي عالمي. استقرارها يعني استقرار سوق الطاقة، وتوازن الاقتصاد الدولي. وأمريكا، كقوة كبرى، تعلم أن النار في الدوحة قد تشعل أسواق العالم من واشنطن إلى بكين.
إذن، حين يتحدث البيت الأبيض عن “الدفاع عن السيادة القطرية”، فهو في الحقيقة يتحدث عن الدفاع عن القواعد، عن المصالح، عن الأسواق… وعن الهيبة الأميركية نفسها.
السياسة لا تعرف الحب… بل تعرف لغة أبسط: أين مصلحتي؟