أو ليس هذا هو الزمن الجميل؟ فبحيث يحيا بورڨيبة…. فتحي الجموسي
الزمن الجميل عشت زمنا وانا في السن السادسة من عمري وفي عام 1972 أدخل المدرسة الابتدائية فيُقدّم صباحا ولكل التلاميذ كوب من الحليب المجفف ساخنا ثم وفي استراحة العاشرة صباحا يُقدّم لنا نوعان من اللمجات (كسكروت مبلول للتلاميذ البياتة وكسكروت شائح للبقية وهو عبارة عن ربع خبزة لفيف مبلل بزيت الزيتون).
في منتصف النهار نعود لديارنا ويدخل التلاميذ المقيمون (البياتة، وهم الآتون من الارياف والمناطق البعيدة) الى مطعم المدرسة و يتناولون غذاء الفطور وكان فطورا ممتازا به لحم او دجاج او سمك و سلطة و غلال، وفي حصة المساء تُقدّم لكل تلميذ وجبة اضافية في الاغلب هي علبة من الجبن المستورد الممتاز بطعم جبن الكرافت craft حاليا.
وبعد نهاية الحصة المسائية نعود لديارنا ويدخل التلاميذ البياتة إلى مطعم المدرسة لتناول العشاء ثم إلى المبييت وبطبيعة الحال كل هذا كان مجانيا.عشت زمنا كانت فيه المستوصفات والمستسفيات العمومية نظيفة ومجهزة أفضل تجهيز و تقدم خدمات و رعاية صحية مجانية أفضل بكثير من المصحات الخاصة الحالية التي لا يقدر على تحمل تكالبفها اليوم سوى كبار الأثرياء.عشت زمنا كانت فيه دور السينما ودور الثقافة والمكتبات العمومية مكتظة بالانشطة وبالتلاميذ و الطلبة و الاساتذة والمثقفين. وعشت زمنا أقطن في المبيت الجامعي بستة دنانير شهريا وافطر و اتعشى في المطعم الجامعي بتذكرة سعرها مائة مليم و اتحصل على منحة جامعية ب40 دينار شهريا. أ وليس هذا هو الزمن الجميل؟ فبحيث يحيا بورڨيبة….



