إخترت لكم …الصدقة والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس…نجيبة المعالج دربال
موضوعنا اليوم الجمعة الخامس من رمضان 1445ه الموافق ل 15مارس2024م الصدقة والأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس والإنفاق في سبيل الله على الضعفاء والفقراء والمحتاجين من أبرز صفات المؤمنين وهي واجبة أكثر في شهر رمضان ولقد أنْبأنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأن كل إحسان تُسديه لعباد الله هو لك صدقة ولك عليها أجر، والصدقة يضاعف أجرها عند الله إلى سبعمائة ضعف “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء” سورة البقرة الاية 261 والله واسع عليم – صدق الله العظيم.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “من تصدّق بعِدلِ تمر من كسب طيّب ولا يصعد إلى الله إلا الطيّب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يُربّي أحدكم فُلوّه حتى يكون مثل الجبل”. (رواه البخاري).
ومعنى الفُلُوّه أي مهر الخيل الصغير. وروى الترمذي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرُك بالمعروف ونهيُك عن المنكر صدقة، وإرشادُك الرّجُل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) وقال صلّى الله عليه وسلّم: « اتقُوا النار ولو بشق تمرة» اْخرجه البخاري .
والصدقة تسد سبعين بابا من السوء، وهي ظل المؤمن يوم القيامة، ومن أجل هذا يُكثر المحسنون خاصة في هذا الشهر الفضيل من الصدقة، وحتى لا تشوب الصدقة ما يقلل من قيمتها وننال بها الأجر العظيم الممنوح للصدقة يجب أن تكون من المال الحلال الطيّب، ومن الرزق الجيّد والسليم، ومن كل ما هو محبّب ومرغوب فيه خال من المن والتعيير. وأروي لكم فيما يلي هذه الصورة اللطيفة في حياة أشرف الخلق سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وصحابته.
كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء (حديقة نخل له)، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدخلها ويشربُ من ماء فيها طيّب، فلما نزلت هذه الآية “لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا مما تحبون” سورة ال عمران الاية 92 قام أبو طلحة رضي الله عنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول : (لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون)وإن أحب مالي إليّ بيرحاء، وإنّها صدقة لله تعالى أرجو برّها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله تعالى، فقال صلّى الله عليه وسلّم : « بخٍ بخٍ ذاك مال رابح، ذاك مال رابح » رواه البخاري ومسلم ، (وقيل أيضا رايح (أي رايح عليك نفعه) وقد سمعتُ ما قلتَ وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه).
جعلنا الله من المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربّهم يتوكلون الذي يقيمون الصلاة ومما يرزقون ينفقون. وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم. فاللّهم ارزقنا وجُد علينا وبارك لنا فيما أعطيتنا وتقبل منّا إحساننا واجعله مغنمًا ولا تجعله مغرما إنّك أنت السميع العليم .
مع تحيات نجيبة المعالج دربال.