إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلابدّ أن يستجيب القدر …عمر منصور

إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلابدّ أن يستجيب القدر …عمر منصور

29 جويلية، 10:30

.سنوات مضت مفعمة بالفشل والخراب .

انهارت كل مقومات الدولة المدنية الحديثة بمؤسساتها ، انهارت كل المنظومات من اخلاق وتعليم وثقافة وصحة وفلاحة وصناعة وادارة ….

سنوات من الولاءات والصداقات والتحالفات المصلحية او المذهبية والفكرية وما نتج عنها من تقسيم وتشتيت ، سنوات من الضياع والبؤس والخصاصة والذل ….يأس وقنوط واحباط وشباب هارب حارق يبحث عن وطن اخر.

منظومة حكم أراد لها صانعوها أن لا تكون دستورا لتونس بل سجنا للتونسيين ، فأسسوا لما أرادوا ثم أغلقوا جميع منافذ التغيير أو التدارك ، وحتي الاستفتاء غير ممكن .خروج الشعب يوم 25 جويلية رغم كل المخاطر كان إنفجارا وصرخة مدوية لكل العالم ” كفي ” …..وصحيح أن ارادة الدستور فوق كل شيء، ولكن لا شيء فوق ارادة الشعب.

بما فيه الدستور الذي لم يتحسب صانعوه الي يوم يطفح فيه الكيل ويغلي المرجل ولا قبل لأحد حينئذ بسيول الجماهير الحارقة .

اليوم يمكن للشعب والرئيس والحكومة والاحزاب والمنظمات الوطنية فعلا ومكونات المجتمع المدني وكل التونسيين في الداخل والخارج ، أن يبداوا التغيير نحو الأفضل ، تغيير يبني ما تداعي وسقط ويؤسس لدولة نظيفة قوية عادلة بكل مؤسساتها تكون فخرا للبلاد . تغييري يدعم مكاسب الجمهورية والديموقراطية ويركز اعمدة الدولة المدنية الحديثة الراقية ، ويعيد للبلاد تألق العلم و المعرفة وفضائل الاخلاق ورونق الانضباط وهيبة القانون والعدالة .كان ذلك بفضل وعي التونسيين الذي يجب أن يتواصل ولا يخفت ، فالرهان صعب وتحقيقه مازال في حاجة الي اليقظة والعمل الدؤوب……واذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر .

مواضيع ذات صلة