
إيران تتمسك بـ”المفاوضات غير المباشرة” مع واشنطن.
جدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، التأكيد على استعداد بلاده لـ”مفاوضات غير مباشرة” مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، معتبراً أن الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان “متناسباً مع مضمونها ونبرتها، مع الحفاظ على فرصة استخدام الدبلوماسية”.
واعتبر عراقجي، خلال لقاء مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في طهران، مساء السبت، خلال الاحتفال بـ”عيد النيروز” الإيراني، أنه “من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باستخدام القوة ما يعد مخالفاً لميثاق الأمم المتحدة، ويُعبّر مسؤولوه عن مواقف متناقضة”، “ستكون بلا معنى”، لكنه أضاف “لكننا ما زلنا ملتزمين بالدبلوماسية ومستعدين لاختبار مسار المفاوضات غير المباشرة”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وأشار عراقجي إلى ما وصفها بـ”الكوارث الإنسانية الناجمة عن إشعال النار”، و”جرائم إسرائيل” في غزة ولبنان وسوريا، و”الهجمات غير القانونية لأميركا ضد اليمن”، مؤكداً “ضرورة التضامن والتعاون بين الدول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ووقف العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وسوريا”.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على “الطبيعة السلمية لبرنامج طهران النووي”، مضيفاً: “سبق لإيران أن اعتمدت مجموعة من التدابير الطوعية في إطار خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) للاطمئنان على طبيعة برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من جانب واحد من تلك الاتفاقية. والآن، وبعد هذه التجربة، نحن على استعداد لمواصلة الحوار حول برنامجنا النووي ورفع العقوبات على أساس قاعدة بناء الثقة مقابل رفع العقوبات القمعية عن إيران”.
وتابع في كلمته أمام البعثات الدبلوماسية في طهران، أن “الجمهورية الإسلامية ملتزمة بطريق الدبلوماسية والحوار لحل سوء التفاهم وحل النزاعات”، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن استعداد طهران لـ”جميع السيناريوهات الممكنة”، مشدداً على أن طهران “ستكون أيضاً حاسمة وجادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية”.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد الماضي، إيران بـ”قصف لم تره من قبل” إذا لم تعقد اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، وهو ما رد عليه المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين، بأن الولايات المتحدة ستتلقى “صفعة قوية” إذا تصرفت بناء على تهديدات ترمب.
وأرسل ترمب رسالة إلى إيران في النصف الأول من مارس الماضي، تسلمها خامنئي تضمنت منح طهران مهلة شهرين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد، قبل أن ترد إيران برفض المفاوضات المباشرة بين الجانبين، مشيرة إلى أن “طريق المفاوضات غير المباشرة مفتوح”.
وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تضغط لعقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، في ظل سعي إدارة الرئيس دونالد ترمب لتحقيق هدف طموح هو “تفكيك برنامج طهران النووي”.
وتوصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.
وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية.