اخترت لكم …”إن لجسدك عليك حقا”…نجيبة المعالج دربال
يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : « ما ملأ آدميّ وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه » رواه الترمذي .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عبد الله ألم أخبرك أنّك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: «فلا تفعل، صُم وافطر، وقُم ونم، فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينيك عليه حقا وإن لزوجك عليك حقا وإنّ لزُوّارِك عليك حقا» رواه البخاري .
والرحمة المُطلقة شارة الكمال المطلق، وعلى قدر حظ الإنسان من هذا الوصف الجميل تكون عظمته، ومن هُنا كان الأنبياء أرحم الناس، وكان خاتم الأنبياء محمد أوفرهم نصيبا من هذا الخلق العالي ولخلقه اليوم اخترت لكم قصّة من بعض القصص لنتعظ بها ونحن في شهر الرحمة حتى بأجسامنا.
لاحظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم في مجلس عائشة رضي الله عنها امرأة رثة الثياب، تعلو على قسمات وجهها الجميل كآبة وهي كسيرة الرنوات (اْي لاتديم النظر لضعف حالها ) زرية الهيئة، فيسأل عن أمرها ولعله كان يعلم أنها في بحبوحة من العيش ورغادته فيُخْبَرُ أن زوجها عبد الله بن عمرو بن العاص يصوم دائما ويقوم اللّيل كلّه صارفا وقته للعبادة ولا شيء غيرها.. فإذا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعهد عبد الله بالنُصح والإرشاد قائلا له: (بلغني أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل، فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقًا ولعينيك حقا ولزوجك عليك حقا، صم وافطر) رواه البخاري ….
ولا تلبث الزوجة أن تزور عائشة بعد أن نصح رسول الله زوجها وهي طليقة المحيا متعطّرة، ترفل في الجديد والنظيف مزدانة متمسكة بالدين السمح متأسية بنبيّنا الكريم.
نسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة وأن يجعلنا من خير أتباع نبيّ الرحمة وأن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وكامل قواتنا أبدا ما أحيانا وأن يجعلها الوارث منا يا رحيم يا كريم .
مع تحيات نجيبة المعالج دربال