اختفاء برنامج تونس اليوم يثير الريبة والشكوك
أعلنت مريم بلقاضي عن إيقاف برنامج تونس اليوم على قناة الحوار التونسي بسبب صعوبات مادية تعيشها القناة كما تقول.. وقد صدّقنا الأمر في البداية و لكن سرعان ما بدأنا نشك في الأسباب الحقيقية لاحتجاب البرنامج الأول في القناة و الذي كان يحقق نسبة مشاهدة محترمة بقطع النظر عن جدل الناس في الكرونيكورات و في الخط التحريري.. فلو كانت الأسباب مادية لماذا استمرّت كل البرامج الأخرى في القناة و بعضها مائع و مكلف أكثر من حصة مريم بلقاضي ؟! ماذا سيكلف القناة وجود حصة حوارية تتطلب أساسا طاولة و 4 كراسي حتى مع ضيف واحد و دون الحاجة لكرونيكور و تقارير و مراسلين و دون إمكانيات تقنية ضخمة نجدها في برامج أخرى مثل فكرة سامي الفهري أو نهار الأحد ما يهمك في حد و منوعة أمين قارة و غير ذلك ؟ ألم يكن بالإمكان الاقتصار حتى على ربع ساعة لأخبار البلاد و الطقس ؟ ماهي القناة التي لا تتوفر فيها أخبار حتى لو كانت شبه مفلسة أو في بث تجريبي إلا إذا كان الغياب متعمّدا و مهادَنَة مع السلطة حتى تفك القيود عن صاحب القناة ؟ كل القنوات حتى المغمورة و التي تعيش صعوبات مادية تقدم الأخبار حتى بشريط كتابي أو شفاهيا لتوفير المعلومة للمواطن وهذا من واجبات الإعلام الأساسية و قناة الحوار نفسها عندما انطلقت من الصفر انطلقت ببرامج سياسية أساسا فما الذي تغير ؟ كلها تبقى أسئلة عالقة تنتظر إجابات شفّافة واضحة لم نتعوّد عليها في تونس.
سامي النيفر