الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لما  لا  يكون يوم عيد  للشعب في بلادنا ؟

الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لما لا يكون يوم عيد للشعب في بلادنا ؟

14 ديسمبر، 18:30

لو كانت السلطة بيدي لقررت أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يوم عيد للشعب في بلادنا لأن اللغة العربية لغة جميلة، غاية في الابداع والمنطق. وهي لغة كتلة بشرية تتكون من أكثر 440 مليون نسمة. عدد كلماتها أكثر من 12 مليون كلمة دون تكرار.

لما كانت اللغة العربية لغة العلوم في العالم كان العلماء مثل ابن رشد وابن سينا والرازي وابن خلدون …يحفظون القرآن وعمرهم ست سنوات وعدد كلمات القرآن أكثر من 77 ألف كلمة ومن السنة السادسة إلى التاسعة يحفظون ألفية ابن مالك في النحو الصرف وهكذا كانوا يعرفون عن ظهر قلب أكثر من 100 ألف كلمة في السن العاشرة. وبقدر ما يعرف الانسان أكثر عدد ممكن من المفردات ترتفع قدرته على التفكير والإبداع والامتياز ويبادر في الاختراع وصناعة العلوم. وللتذكير لا بد أن نعرف أن تونس التي كان تعيش تحت راية الفنيقيين في عهد قرطاج تعلمت نخبة ضئيلة من الشعب القراءة والكتابة لأن الفينيقيين هم الذين بادروا باستعمال الحروف الأبجدية. أما في عهد الرومان أصبحت اللغة الادارية اللغة اللاتينية.

ولما أتى العرب بالإسلام كان المسجد يعلم القراءة والكتابة ومقر التفاوض والشورى. وفضلا عن مساهمة اللغة العربية في إنتاج المعارف وقع إدراجها في الأمم المتحدة كلغة رسمية ضمن اللغات الست الرسمية وهي الصينية والروسية والفرنسية والاسبانية والانكليزية. العربية لغة عظيمة وعلينا أن نُحَبِّبَ أبنائنا للحديث بواسطتها. وهي ليست مجرد لغة فهي لسان وكائن حي. فحرف الميم مثلا فهو حرف سماوي كالسماء والأم والقمر والنجوم… أما حرف الراء فهو حرف أرضي كالرمل والثرى والحجر وحرف الحاء فهو يدل على الطاقة كالحب والحمى والحريق ولما يحترق الانسان في أي بلد في العالم يصيح ناطقا أح أح أح…

وانطلاقا من هذا العرض على أهمية اللغة العربية وامتيازها نريدها أن تكون في بلادنا لغة التعليم من الروضة إلى التعليم العالي ولغة العلوم والإدارة دون أن ننسى أنه بقدر ما نحسن اللغة العربية نستطيع حفظ اللغات الاجنبية على أحسن وجه. لقد برهنت لغة الضاد فعلا على قدرتها العلمية من القرن الثامن إلى السادس عشر ميلاديا وذاع صيتها عالميا وتعتبر اللغة الثالثة التي كونت اللغة الفرنسية مثلا. فعلينا أن نتحدث بواسطها ونرفع من شأنها ونعتمد على منطقها. ونذكر أن اللغة هي التي تصنع الأمم لأن “الأمم لغات فإن ذهبت لغاتهم ذهبوا”.

محمد الناصر بن عرب

مواضيع ذات صلة