الحركة الدورية للمديرين والمعلمين… أي منطق في الاختيار؟

الحركة الدورية للمديرين والمعلمين… أي منطق في الاختيار؟

20 سبتمبر، 20:45

في كل دورة من دورات نقل المديرين والمعلمين، يعود نفس السؤال ليطرح نفسه بإلحاح: على أي أساس تُختار المدارس؟
هل لأن المدرسة جميلة مبنى وحديقة؟ أم لموقعها القريب من البحر أو من وسط المدينة؟ أم لعدد فصولها الكبير الذي يعطي “وجاهة” في التقارير الرسمية؟ أم أن هناك أشياء أخرى نعرفها جميعا ونتظاهر بعدم معرفتها؟

الواقع أكثر مرارة: المدارس تُعامل أحيانا كما تُعامل السلع في السوق، فيها ما هو “سمين” يجلب الحظوة، وفيها ما هو “هزيل” يُترك ويُهجر. يندفع مدير بكل حماس لاختيار مدرسة، فيزيح زملاءه الذين اجتهدوا وجمعوا رصيدا من النقاط طمعا فيها، ثم ما يلبث أن يكتشف أنها لا تلبي طموحه أو لا “تُغذيه” كما توقع… فيتخلى عنها تحت ذرائع واهية بعيدة كل البعد عن المنطق.

وهكذا تتحول الحركة الدورية من فرصة لإعادة التوازن وتوزيع الكفاءات، إلى لعبة مصالح فردية، يختفي فيها مبدأ العدالة، ويضيع معها حق من اختار مدرسة بإرادة صادقة ورصيد مستحق من الجهد والسنوات.

المدرسة ليست مطمعا ولا غنيمة، هي أمانة ومسؤولية. من يدخلها يجب أن يكون مؤمنا برسالتها، مستعدا لحمل مشقتها قبل بهرجها. أما أن نراها اليوم مقصدا ثم غدا مهجورة، فذلك إساءة للتلميذ قبل أن يكون إساءة للمهنة.

ألم يحن الوقت لوضع حد لهذا العبث؟!
ألم يحن الوقت لأن تكون الحركة الدورية مبنية على معايير شفافة ، عادلة، قائمة على المصلحة التربوية لا على الأهواء الشخصية؟
فالمدير الناجح ليس من يركض وراء “السمينة”، بل من يحوّل “الهزيلة” إلى فضاء حيّ، نابض بالحياة والتجديد.

منقول

مواضيع ذات صلة