الحقد الايديولوجي: يستضيفون العرافة والمتيحلون ويتجاهلون مشروع القمر الصناعي
يبدو الحياة السياسية والإعلامية في تونس، إنحرفت عن الجادة، ففسدت السياسة، وفسد السياسيون، وإنحرفت بعض المؤسسات الإعلامية عن الطريق الصحيح. وأصبح الحقد الأيديولوجي الشعار السائد بين من يسمون أنفسهم نخبة البلاد، فإنتشرت الكراهية والدعوة لإقصاء الأخر. صراع أيديولوجي مقيت، تهيمن عليه الأفكار المسبقة والروح الثأرية ومحاولة لتبنى نهج الإقصاء. فبعض جهابذة التحليل أو مايسمون أنفسهم بكرونيكور الحصة ، لا يقارعون الحجة بالحجة، بل ضد أي فكرة مهما كانت عدالتها، لأنها ضد تفكيرهم، وضد الديمقراطية وحقوق الإنسان حسب زعمهم. وكأنهم ولدو ديمقراطيين ، والحال أن جلهم دكتاتوريون بطبعهم، نهلوا من الفكر النوفمبري و تغنوا بالمدائح لصانع التغيير داخل الشعب الدستورية. عمى أيديولوجي يقوم على إلغاء الآخر بحجة الدفاع عن المشروع التقدمي للبلاد، وتصبح الأفعال الموجهة ضد منافسيهم مبررة مهما كانت منافية للعقلانية، كماهو الحال مع القمر الصناعي التونسي “تحدي واحد”. فبالرغم من أن راية البلاد سترفع لأول مرة في قاعدة فضائية وبكفاءات تونسية ،إلا أن أغلبية وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وكل الأحزاب السياسية تتجاهل هذا الحدث الكبير. بل ان الكثير منهم لم يستوعب هذا الحدث ، نعم لم يستوعبوا بعد أن شركة تونسية ساهمت في تركيز القمر الصناعي تحدي واحد، كل هذا نكاية في صاحب المشروع لأنه يختلف معهم أيديولوجيا. فلو فشل لرفعوا له المشانق، وإذا نجح فليس هو صاحب الفضل. أحد هؤلاء الجهابذة، جادت قريحته سابقا بأن هذا المشروع سيفشل ، بينما تحدثت أخرى عن المشروع بنوع من التهكم والسخرية. هؤلاء المتزمتون يستمتعون بإنهيار البلاد والعباد، ويتلذذون فشل الآخرين ويؤذنون للخراب ، يتحدثون عن نرمين صفر ومريم بن مولاهم ولا ينبسون بشفة عن محمد الفريخة، يستضيفون العرافين والمتحيلين والمؤسسات الفاشلة ولا يتكلمون عن شركة تلنات المساهمة في مشروع القمر الصناعي. انه زمن الرداءة على حد تعبير تشومسكي حين قال “اجعل الرداءة تعم حتى تصبح عادية ثم مستساغة ثم مطلوبة”.
اسامة بن رقيقة



