الحقيقة والتاريخ تاريخية “نفور” العرب من الكتب!… مصطفى عطية
عندما سال أحد الصحفيين الفرنسيين وزير الحرب الإسرائلي، في ستينات القرن الماضي، موشي ديان : “كيف تجرات وكشفت عن أسرار دفاعية خطيرة في مذكراتك؟ ألا تخف من إطلاع العرب عليها وٱستعمالها ضدكم” ؟ أجابه موشي ديان بكل ثقة في النفس :”إطمئن، العرب لا يقرؤون” !اليوم، تفيد الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات دولية مختصة، أن العرب، العاربة منها والمستعربة، هم الشعوب الأقل إقبالا على القراءة في العالم، فما يطالعه، مثلا، ثلاث مائة مليون عربي من كتب في السنة يمثل عشر (1/10) ما يطالعه، في السنة الواحدة، الشعب البلجيكي الذي لا يزيد سكانه عن عشرة ملايين نسمة.وعندما نبحث في التاريخ نجد ان عادة النفور من الكتب لدى العرب متجذرة بعمق في سلوكهم منذ القدم، بٱستثناء عهدي الدولتين الأموية والعباسية. يقول إبن خلدون، مؤكدا هذه الظاهرة، في الفصل الذي خصصه للعلوم في كتاب العبر: “ولمّا فُتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة، كتب سعد بن أبي وقّاص إلى عمر بن الخطّاب ليستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين. فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء، فإن يَكُن ما فيها هُدًى فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يَكُن ضلالاً فقد كفانا الله. فطرحوها في الماء أو في النّار وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا”.




