الحلقة السادسة عائد من تونس الطاهر العبيدي

الحلقة السادسة عائد من تونس الطاهر العبيدي

9 أكتوبر، 18:30

مدن الملح او مدن العطش.. ذاك هو حال أغلب المدن التونسية الضمأى في عزّ الصيف، والتي تعاني العطش والحرمان من أساسيات الحياة. حيث البيوت ينقطع عنها ماء الشرب لساعات، وأحيانا أيام وليلالي طوال.. وبذلك تتراكم الهموم وتشتد على مواطن التعب، الذي تنهمر عليه الهموم من كل حدب وصوب.. كما مثل دور الثقافة التي بدورها خاوية دون ثقافة ولا فكر.. فرغم عشر سنوات من حرية المبادرة والقول، إلا ان كل الأحزاب سواء التي حكمت أو التي كانت خارج الحكم، لم تعتن بتغذية الفكر والعقل..

فأصبحت دورا خاوية على عروشها، لا تروّج سوى ثقافة الرقص، ما تحت السرة والبطن.. لتساهم في تخريب الذوق، وعدم الإرتقاء نحو أفق رحب، يبني مفاهيم تنتصر على سذاجة التفكير، وتنحت العقل .. وتونس الخضراء لا تحمل من الاخضرار سوى الاسم.. فالشوارع قاحلة، والتصحّر يزحف نحو المدن. والرياح إن هبت تحمل معها الغبار والرمل. تجمّعات سكنية بلا عشب ولا شجر تظلل العباد والسيارات.. أحياء كاملة قاحلة جرداء، عرضة للحرارة وعواصف التراب..وثقافة التشجير والاعتناء بالحدائق وزرع الورود منزوعة من الاهتمام.. وكأننا جميعا أعداء الطبيعة وأعداء الاخضرار…

يا طير احملني لعند أحبابي..
احملني لعند أهلي واصحابي..

مواضيع ذات صلة