
الحلويات الرمضانية تسبّب المرارة بأسعارها … سامي النيفر
غريب ما يحصل مع بعض بائعي الحلويات الرمضانية بصفاقس… ففي أحد المحلات، اشترى مواطن 8 قطع صغيرة من الصمصة واليويو والعوّامات فكان المجموع في حدود 7 دنانير… ثم اشترى حوالي 50 غ من الحلقوم ب4500 مي وقيل إنه بالفاكهة وهي لا تعدو أن تكون حبّة لوز من النوع العادي.. ثم قيل له إن ثمن البسبوسة ب2500 مي… في النهاية وجد أنّ مجموع مشترياته 18.5 دينارا ! فهل هذا معقول ؟ أ كلّ هذا من أجل سكر وفارينة مدعّمين في الأصل للمواطن يضيفون عليها صبغة مصطنعة دون أن ندري نظافة مكان القلي من عدمها ولكننا ندري أن الحلويات ليست نظيفة لأن البائع لا يلبس ميدعة ويتكلّم بملء فمه وريقه وهو يلمسها بعد أن يلمس النقود دون غسل يديه… ثمّ لماذا يكثرون من الأنواع “السبيسيال” والتسميات المختلفة ؟ أ هي حيلتهم لسلب المواطن في الشهر الفضيل ؟ حتى الزلابية والمخارق أصبح لها ألوان وأشكال من صغيرة وكبيرة إلى حمراء وصفراء وقريبا زرقاء وسوداء مثل هذه المعيشة التي عجز فيها الفرد مهما بلغ علمه ومهما حاول أن يكون فطنا عن تتبّع ألاعيبهم وحساباتهم حتى إنه يصبح أمّيّا ولا يستطيع أن يفهم لافتة أسعار الحلويات وإن كانوا يحتسبون بالقطعة أم بالميزان وهو أعجز عن تتبّع حركات البائع البهلوانية في الضغط على أزرار هذه الآلة بينما توعّد الله سبحانه وتعالى المطفّفين في الأحكام وفي الكيل… كان الوزن أكثر عدلا وثقة في الماضي بآلات بسيطة وليس المهم أن نخترع آلات إلكترونية أكثر دقة لأن المشكل في الإنسان وليس في نوع الميزان… ميزان تتصاعد أرقامه وتنزل بسرعة لحظة وضع المشتريات فلا يستطيع الحريف أن يتثبّت وحتى حين يطلب إعادة الكيل سيكون حساب البائع هو الصحيح دائما…. حريف لا يمكن له تتبّع حركات البائع الذي يزن قطعا من أنواع مختلفة الأسعار مع بعضها في نفس الكيس وأحيانا ينزع واحدة ثم يعيدها في رشاقة يصعب فهمها.. المهمّ أنّه سيكون ضحية وسيصاب بالسّكّري من النوع الثاني دون حاجة لتذوّقها أو بالمرارة حتى حين يأكلها لأنّ حلاوتها بطعم الحنظل رغم أنهم يجتهدون في إغراقها بالسّكّر المدعّم.