الرؤوس الثلاثة قربان لاتفاق أم دليل على الفشل؟…محسن مرزوق
ثلاثة شخصيات من نفس الاتجاه المقاوم قتلوا تقريبا في نفس الفترة. وإيران هي الرابط.
ابراهيم رئيسي رئيس ايران نفسها وقتل في إيران ذاتها (يجب على المرء أن يكون أبلها حتى يصدق أن مروحيته سقطت لانها كانت محملة اكثر من اللازم !!). وهو كان معروفا بتوجهه المتشدد ضد الغرب واسرائيل وعلاقاته بروسيا. وقد وقع تعويضه بشخصية معتدلة تحاول اعادة ربط العلاقات مع الغرب.
إسماعيل هنية، المجاهد الكبير رئيس حماس الذي قتل في إيران أيضا وفي طهران وداخل مقرات الحرس الثوري. وقدمت لنا إيران أيضا رواية مضحكة انه قتل بصاروخ من خارج اقامته دون خيانة من الداخل. كيف عرف الصاروخ غرفته وكيف عرف انه في غرفته؟ الله أعلم. ثم هددت ايران بأصوات عالية بالانتقام للاغتيال الذي حدث على أرضها. ولم يحدث شيء.
ثم التاج، المجاهد الأسطوري حسن نصر الله، الذي سيبقى اغتياله في مقر حزب الله المكشوف لغزا. مالذي جاء به هناك من مخبئه؟ من الذي أعطاه تطمينات؟ وكيف حصلت كل هذه الاختراقات وتوفرت كل هذه المعلومات للجيش الاسرائيلي؟. وكل البيانات الايرانية اكتفت بالتنديد ولم تتوعد بالقيام بأي رد فعل، رغم ادعائها بلعب دور قيادة محور المقاومة.
إيران، هي المعطى الثابت في القصص الحزينة الثلاثة. أسئلة كبيرة. ثقيلة. صفقة إقليمية دولية عقدتها بعض الاطراف الايرانية؟ أم هل هو فشل فادح لا يؤهّل للقيادة الإقليمية؟
المستقبل سيعطينا بعضا من الأجوبة عنها. ولكن الدرس هو أن الحقوق العربية في لبنان وفلسطين يجب أن تحكم فقط بالمصلحة العربية على الميدان وأن ربطها بمصالح أخرى قد يؤدي لتقاطعات في مراحل ولكن يمكن ان يحصل تناقض في المصالح.
في النهاية سيبقى نصر الله رمزا عربيا أسطوريا ملهما لاجيال مقبلة ودمه بعد دم ابنه مثل دماء هنية وقبلها دماء عائلته ستروي بذور زعماء مقبلين. وطالما بقي الظلم سيلهمون أجيالا عديدة.
وإنه من البذاءة والسقوط التشكيك فيه كرمز أو التقليل مما أنجزه برغم كل التحفظات والاراء.