
الزمن المدرسي في تونس الأسوأ في العالم يرهن التلميذ طيلة اليوم في المؤسسة التربوية
الزمن المدرسي هو جزء أساسي من التعليم، ومع ذلك، يمكن أن يكون له بعض المساوئ على التلاميذ في بعض الأحيان، وخاصةً إذا كان يُفرض بشكل صارم دون أخذ الاحتياجات الفردية للطلاب في الاعتبار. سأتطرق في هذا المقال إلى مساوئ الزمن المدرسي الذي يُكبل التلميذ طيلة اليوم مع تقديم مثال من الواقع التونسي.
من المساوئ الرئيسية للزمن المدرسي الطويل هو الإرهاق الذي يتعرض له التلاميذ. قد يبدؤون يومهم الدراسي في الصباح الباكر وينتهون في وقت متأخر من النهار، مما يتركهم في حالة تعب وإجهاد شديدين. قد يؤثر هذا الإرهاق على تركيزهم وقدرتهم على استيعاب المعلومات بشكل فعال، مما يؤثر بالتالي على تحصيلهم الدراسي وتطورهم الأكاديمي.
علاوة على ذلك، قد يؤدي الزمن المدرسي الطويل إلى قلة الوقت الذي يمكن للتلاميذ خلاله الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والرياضية والاجتماعية. يحتاج الطلاب إلى وقت للاسترخاء والترفيه وتطوير مهاراتهم الشخصية بما يتناسب مع احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية. إذا تم استنفاد الطلاب بالدراسة لساعات طويلة، فإن ذلك قد يؤثر على صحتهم العامة ويؤثر سلبًا على تطورهم الشخصي والاجتماعي.
كما أن الزمن المدرسي الطويل قد يؤثر على التوازن بين العمل الأكاديمي والوقت العائلي. قد لا يكون للتلاميذ وقت كافٍ لقضائه مع أفراد عائلتهم، وهذا يمكن أن يؤثر على العلاقات الأسرية والتواصل بين أفراد العائلة. التوازن بين الحياة الأكاديمية والحياة العائلية مهم جدًا لتعزيز الدعم العاطفي والاجتماعي للتلاميذ، وقد لا يتحقق ذلك بشكل كافٍ مع الزمن المدرسي الطويل.
مثال في تونس:
في النظام التعليمي التونسي، يعمل التلاميذ في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لفترة طويلة يومياً، حيث يبدأ يوم الدراسة في الصباح الباكر وينتهي في المساء. قد يعمل التلاميذ في بعض المدارس حتى الظهر، ثم يواصلون بالدروس الخصوصية في المساء، مما يمدّد فترة تواجدهم في البيئة المدرسية إلى وقت متأخر من النهار.
تتسبب هذه الفترة الطويلة من الزمن المدرسي في إرهاق التلاميذ، وتؤثر على فرصهم للاسترخاء والاستمتاع بأنشطتهم الشخصية والاجتماعية. قد يجد الطلاب صعوبة في استيعاب المعلومات والمشاركة بنشاط في الفصول الدراسية بسبب التعب الذي يعانون منه نتيجة للزمن المدرسي الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر هذا النمط من الزمن المدرسي الطويل على العلاقات العائلية، حيث يقضي التلاميذ الكثير من الوقت خارج المنزل في البيئة المدرسية والدروس الخصوصية، مما يقلل من الوقت الذي يمكنهم قضاؤه مع أفراد عائلتهم وبناء الروابط العائلية.
يُظهر الزمن المدرسي الطويل مساوئه على التلاميذ في تونس، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وصحتهم العامة والاجتماعية ويقلل من وقتهم مع أفراد عائلاتهم. لذلك، ينبغي على سلطة الاشراف أن تأخذ في الاعتبار حاجات التلاميذ الفردية والاهتمام بالتوازن بين الحياة الأكاديمية والشخصية لتحسين تجربة التعليم ونتائجهم المدرسية.