السّلبيّون والمحبِطبون لكلّ إنجازاتكم مترصّدون… سامي النّيفر

السّلبيّون والمحبِطبون لكلّ إنجازاتكم مترصّدون… سامي النّيفر

16 جوان، 14:00

يبدو أنّ هناك فئة منّا بخيلة ولامبالية لا تتقدّم ولا تترك من يتقدّم… تسعى إلى الخراب وتعيق البناء… نقدها هدّام وكلامها سهام.. تخفي الأفراح وتنشر الأتراح.. إذا حاول أيّ إنسان ولو محاولة بسيطة تجد أنّهم له مترصّدون وعليه المسألة يصعّبون ولعزائمه مثبّطون..

إذا أراد نشر كتاب يقولون له إنّ موضوعكَ شائك أو ليس لديك اختصاص كاف أو لن يقبلوه منكَ وستخسر أموالكَ أو أنّ الفكرة غير صحيحة.. حسنا كيف نصحّحها ؟ كيف نطوّرها ؟ لا “لوّح عليك”.. إذا أحببتَ تلاميذكَ قالوا لكَ لا تتواضع كثيرا وأبعدوهم عنكَ وإذا كنتَ حازما وصفوكَ بالمتكبّر.. إن عاملتَهم بلطف سيقولون لكَ إنّكَ بلا شخصية وإن عاملتَهم بشيء من الشّدّة سيشكون بكَ لهيئة حقوق الطّفل..

وكذا الأمر مع الزوجة إن عاملتَها كملكة أصبحتَ ضعيفا وإن كنتَ صارما في بعض المسائل أصبحتَ عنيفا.. إن بنيتَ جدارا لجاركَ سيتمرّد عليكَ ويسطّر لكَ الحدود كما يريدها هو أو “يحرّم” ولن يدفع فلسا واحدا .. وعموما إن سعيتَ وحاولتَ مرارا وتكرارا سيصفونكَ بأنّكَ تعاند القدر وإن بذلتَ كل ما في وسعكَ ثمّ “خلّيتها على الله” سيقولون لكَ إنّكَ جبان و”مش ديقوردي dégourdi”..

إن رأوكَ تقوم بشؤون المنزل (طبخ، تنظيف الدّار أو الحديقة، معاونة العملة،…) سيحقرونكَ ويقولون لك إنّك بلا قدر وبلا هيبة وإن تركتَ عمّال الحظيرة ولم تقم بشيء ولم تساعد أحدا سيقولون لكَ إنّك لا مبال ولا مسؤول.. إن كنتَ تعمل بضمير سيكرهونكَ وإن قصّرتَ سيعاقبونكَ ويلومونك ويقرّعونكَ.. إن كنتَ ملتزما بتعاليم الدّين الحنيف سيرتابون منكَ وإن نقدتَ شيئا من تخاريف الشّيوخ سيكفّرونكَ.. إن أردتَ نصيحة أو إعادة توجيه في مهنة أو رغبة في بناء أسرة أو القيام بأيّ مشروع سيزرعون لكَ الأشواك والمطبّات ولن يهتمّوا لأنّ “ما يندبلك كان ظفرك”.. ويل للعاملين وللمعتدلين وللصادقين وللسّاعين… نعم قد يخطئون ولكنّ هدفهم الخير ومع ذلك يعرقلونهم ويحبطونهم ويصعّبون الأمور عليهم حتى لا يفعلوا شيئا… ولهذا بات أغلب النّاس سلبيّا بلا شخصية يخشى المبادرة ويقول “مالي ومال البلاء”، ومع ذلك فلن يسلم منهم أبدا !

مواضيع ذات صلة