الطاقة الحرارية الجوفية في تونس: فرصة لا يجب تفويتها …محمد العياشي العجرودي
تمثل الطاقة الحرارية الجوفية في تونس فرصة هائلة لا ينبغي إهمالها. تونس تمتلك احتياطيات كبيرة من المياه الساخنة القادرة على إنتاج الكهرباء بشكل مستمر، ليلًا ونهارًا، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر. يمكن أن يسهم هذا في خلق فرص عمل في جنوب تونس والمساهمة في تطوير الطاقة المتجددة وفقًا لاتفاق باريس (COP21). ووفقًا لبعض التقديرات، فإن هذه المصدر يمكن أن يولد عدة جيڤاواط من الكهرباء.
يمكن لتونس أن تتبوأ مكانة بين القادة العالميين في إنتاج هذه الطاقة، ليس فقط للاستخدام المحلي ولكن أيضًا للتصدير إلى أوروبا. لتعظيم هذه الفرصة، من الضروري وضع لوائح قانونية تسهل الاستثمار في هذا القطاع. وهذا من شأنه جذب العديد من المستثمرين الراغبين في تطوير الطاقة الحرارية الجوفية في تونس.
من المهم أيضًا ملاحظة أن تونس تنتج بين 10 و 14 مليون طن من النفايات المنزلية سنويًا، والتي يمكن أن تنتج حوالي 1200 ميجاوات من الطاقة . في الوقت نفسه، توفر الطاقة الشمسية إمكانيات كبيرة، خاصة في ولايات قبلي، تطاوين، قابس، ومدنين. ومع ذلك، تتميز الطاقة الحرارية الجوفية بميزة مؤكدة، فهي دائمة وغير قابلة للنضوب طالما تتوفر المياه الساخنة في هذا النظام المغلق.
يمكن أيضًا أن يسمح استغلال هذه الطاقة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يفتح آفاقًا جديدة. من الضروري أن تطلق تونس حملة توعية لشرح فوائد الطاقة الحرارية الجوفية. يمكن أن يخلق ذلك العديد من فرص العمل ويولد عملات أجنبية من خلال تصدير هذه الطاقة.
بحلول عام 2025، ستتوقف أوروبا عن قبول المنتجات الزراعية أو الصناعية الناتجة عن الطاقات التقليدية، مما يجعل تطوير الطاقات المتجددة أكثر أهمية. مع التغير المناخي، قد تؤدي زيادة درجة مئوية واحدة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر من 0.3 إلى 6 أمتار، مما يهدد العديد من المدن الساحلية، بما في ذلك تلك الواقعة على ارتفاع منخفض في تونس.
وأخيرًا، من المهم الاستعداد لاستقبال الشركات والمستثمرين، خاصة أولئك الذين سيتخلون عن النفط والغاز ويتجهون نحو الطاقات المتجددة. الطاقة الحرارية الجوفية، بقدرتها على إنتاج الطاقة بشكل مستمر وعلى مساحة محدودة، هي حل مستدام وفعال لمستقبل الطاقة في تونس.
Ajroudi.com