الفنان عدنان الشواشي : ” غربال” التّاريخ لايجامل ولا يرحم ولا يخادع…

لا تغرّنّكم بعض تلك الأغاني المصوّرة “clips ” التي يبدع االمخرجون المختصّون في تنميقها وبهرجتها و تزويقها و تأثيثها بمشاهد خلّابة “مشبّعة” بالحسنوات الجميلات الرّشيقات المتغنّجات ، مرصّعة بأفخم الأماكن و السّيارات الفاخرة والأثواب الشّفّافة السّاحرة …..
فأصوات “نجوم و نجيمات ” أصحابها ، وأنا أعي ما أقول ، وبعد تصليح مكامن النّشاز وتعديل العثرات الإيقاعية فيها و ترقيقها أو تفخيمها ، تتحوّل ، بقدرة لمسات مهندس صوت سمّيع بارع ، من أصوات جِدّ عادية إن لم أقل مرعبة لا تصلح للغناء أصلا ! تتحوّل إذًا إلى حناجر “مُقَصْدَرة ” تُصدر أصواتا ملائكية ناعمة خارقة تشنّف أسماعنا و تفرض تقديرنا لها و إعجابنا بها……ولكي تكتشفوا “مربط الفرس”في هذه الخدعة الفنّية التّقنيّة المنتشرة “اليوم” في سوق الغناء ، فما عليكم سوى الإنتباه لهذه الأصوات المجفّفة المعلّبة المُصلَّحة وهي تغنّي أمامكم مباشرة على الرّكح ، لتقتنعوا بما قلتُه لكم …..
إنّها مجرّد حيلة مدروسة متطوّرة هدفها الوحيد شَفْط أقصى ما يمكن من “البقشيش”. و ذلك على حساب الفنّ الصّادق الرّاقي الطّبيعي النّظيف………
لكنّ الزّمن يقِظ و ” غربال” التّاريخ لايجامل ولا يرحم ولا يخادع..