المُحاكمات الجارية لن تعطينا اجابة عن الجهة السياسية المتورطة …فتحي الجمّوسي
المحاكمات الجارية المتعلقة بجريمتي اغتيال الشهيدين رغم اهميتها الكبيرة فلن تعطينا اجابة قاطعة عن الجهة السياسية التي امرت بتنفيذ الجريمتين وذلك لسببين:
السبب الاول ان الجرائم السياسية يكون تنفيذها محكم للغاية كما ان المصلحة الوطنية تقتضي في جل الاحيان عدم الكشف عن من أمر مقترفيها بتنفيذها حفاظا على السلم الاجتماعي وفي جل دول العالم يصعب او يستحيل كشف من يقف وراءها حتى ولو تمادت الابحاث و المحاكمات فيها لسنوات او حتى لعقود فلا القضاء الامريكي توصل لمعرفة من يقف وراء اغتيال الرئيس كيندي ولا القضاء الجزائري توصل لمعرفة من يقف وراء اغتيال الرئيس محمد بو ضياف ولا القضاء اللبناني توصل لمعرفة من يقف وراء اغتيال الحريري.
السبب الثاني: انه زمن اغتيال الشهيدين كانت حركة النهضة ماسكة بكل دواليب الدولة ووزارات الداخلية والعدل ورئاسة الحكومة، وبطبيعة الحال من الصعب أن يترك أول طرف موجهة ضده اصابع الاتهام في اقتراف الاغتيالين آثارا لجرائمه وهو ماسكا بكل هذا النفوذ.
الاحكام القضائية التي صدرت و التي ستصدر لن تعطينا اجابة قاطعة و حاسمة على من يقف وراء الجريمتين فلو صدرت احكاما بادانة طرف سياسي فسيقول هذا الاخير ان الاحكام القضائية هي مجرد تصفية من قيس سعيد لخصومه السياسيين، وان صدرت احكاما بعدم سماع الدعوى فالمعروف ان هذا الحكم في اغلب الاحيان ليس دليلا على البرائة بل فقط دليل على افتقاد المحكمة الحجة الكافية على الادانة.
من يريد حقا معرفة من يقف وراء الاغتيالين عليه فقط أن يبحث عن أسباب اختيار اغتيال شكري بلعيد دون حمة الهمامي من داخل الجبهة الشعبية وعن اسباب اختيار إغتيال محمد البراهمي دون سالم لبيض من داخل حركة الشعب.
وان يبحث عن موقف وعلاقة هذا و ذاك من و بحركة النهضة.
وان يبحث كذلك عن الطريقة التي أبن بها حمة زميله شكري وكيف دعاه للنوم ” نم يا حبيبي نم ” وان يبحث عن الطريقة التي ابن بها لبيض زميله البراهمي بتلك الاستقالة المهزلة التي تقدم بها من وزارة التعليم وبقي يمارس مهامه بها الى يوم خلعه.
رحم الله شهيدي الوطن بلعيد و البراهمي…