بعد أسماء الله الحسنى ومصابيح الهدى : حتى في الابتهالات لم ننتج الجديد المفيد

بعد أسماء الله الحسنى ومصابيح الهدى : حتى في الابتهالات لم ننتج الجديد المفيد

15 افريل، 21:15

هناك أغان دينية وابتهالات خالدة بقيت مؤثّرة فينا على مرّ السّنين وارتبط جلّها بشهر رمضان المعظّم… ولعلّ أبرزها على الإطلاق أسماء الله الحسنى للفنّان لطفي بوشناق… ومن منّا لم يستمع إليها بعد الإفطار منذ أكثر من 30 سنة ؟ عشقناها صغارا وسَهُلَ علينا حفظها بفضل لحنها المميّز… نعم نحفظها من كثرة الاستماع دون أن نذهب إلى المدارس أو المساجد، ونعشق تردادها ونتربّى على محبّتها… لطفي بوشناق تغلّب على منشدين شرقيّين أشهرهم النّقشبندي ردّدوا أسماء الله الحسنى بألحان مختلفة ولكن بالمنطق وبعيدا عن العاطفة كان لحن فنّاننا أفضل..

وهناك أيضا “مصابيح الهدى” التي أبدع في موسيقاها الناصر صمّود وفي إخراجها المنصف البلدي وهي ابتهالات تهزّ الوجدان وتشنّف الآذان وتمتع الأعين بمشاهد طبيعية روحانية يطغى عليها اللون الأصفر أو البرتقالي للشمس بالإضافة إلى الحمام والمراعي والبحر وفيها مناجاة لله من إنسان متصوّف ينزوي بين أحضان الطبيعة… وكانت تقدّم كل ليلة آية بتلاوة المقرئ عثمان الأنداري مصحوبة بأغنية دينية وفي الأخير دعاء برزق الخيرات بكل حروف الأبجدية تقريبا… ويمكن اعتبار بداية مصابيح الهدى ونهايتها الثابتتين دائما هما أفضل ما في هذا العمل الذي بقي في الذاكرة وتسعد الرّوحَ مشاهدتُه…

ولا ننسى أغنية صوفية بأداء صوفية صادق سافرت حتى خارج حدود الوطن ولطالما مرّرها التلفزيون الأردني وهي “إلاه العرش” بلحن يلامس القلوب مباشرة… وهناك أيضا أغنية “صلّ على سيدي النّبيّ” لشكري بوزيان التي بقينا نردّدها كثيرا خاصة في المولد النبوي الشريف…

كلّها أعمال من القلب إلى القلب… لا ننكر أنه تمّ إنتاج الكثير بعدها ولكنّنا حتى في الابتهالات الدينية بقينا نحنّ إلى الماضي ولم نتقدّم كثيرا لأنّ الإخلاص والإتقان والعمق خاصيات فريدة من زمن جميل يبدو أنه لن يتكرّر. وعزاؤنا الوحيد أن نعود إلى أعماله ونستمتع بها دون سواها.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة