بعض مآسي مدرّبي التّنمية البشريّة…الفة يوسف
من مآسي بعض مدرّبي التّنمية البشريّة أنّهم يريدون إقناع النّاس بأنّهم قادرون على كلّ شيء…يكفي أن تتسلّح بالعزيمة والإيمان والثّقة و”bla bla bla”….
والحقّ أنّ هذا صحيح فقط فيما يخصّ المؤهّلات الّتي وهبك الله إيّاها…كلّنا ننطلق باستعدادات جسديّة ونفسيّة مختلفة…ثمّ يأتي الصّقل والتّهذيب…
كنت في المعهد من أفشل التّلميذات في الجري، وبلغ بي الأمر أن عدوت ستين مترا في 12 ثانية، بذلت مجهودا رهيبا، لم أحصل في أبهى الأيّام إلاّ على 11 ثانية ونيّف…لي صديقة كانت تجري 60 متر في 8 ثوان…ليست أفضل منّي مطلقا، ولا أنا أفضل منها مطلقا…بل لا أحد أفضل من أحد…
لماذا أحكي لكم هذا؟
لأذكّر نفسي أنّ أكبر مصيبة هي عندما يريد المرء ان يعاند القدر…أنت مثلا لا تمتلك كاريزما، لا يمكن اشتراؤها من تاجر الحيّ…أنت متميّز بالصّلابة والجمود، لا يمكن أن تكون دبلوماسيّا، تلك لها شحّ في الخيال وبناء الصّور، لا يمكن أن تكون روائيّة أو شاعرة إلخ إلخ…
لذلك قالت العرب: رحم الله امرئا عرف قدر نفسه…
أكرّر: لا أحد أفضل من أحد، لكن لكلّ مؤهّلات وميزات عليه تنميتها بدل التّمسّك بالقيام بما لا تسمح به مؤهّلاته…وهو ما ينتج ضحكا كالبكاء…وبكاء كالضّحك…
وربّي يلطف بنا جميعا…