بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: التبشير بحقوق الإنسان : فصل جديد من الحروب الصليبية….مصطفى عطية

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: التبشير بحقوق الإنسان : فصل جديد من الحروب الصليبية….مصطفى عطية

13 ديسمبر، 22:00
  • بعد قرون من سفك الدماء في حروب صليبية عديدة للتبشير بالمسيحية، إستعاد الغرب المسيحي مجددا حروبه التبشيرية تلك، ليس للتبشير، هذه المرة، بالديانة المسيحية وإنما بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنه في الحقيقة، وكما في الزمن الغابر، فهو يسعى إلى بسط هيمنته الدينية والثقافية والعسكرية، وٱستغلال ثروات الشعوب الأخرى ومقدراتها، فأمريكا التي تقود هذه الحملة التبشيرية، وظهر رئيسها اليميني الإنجيلي، في الأيام الأخيرة، مروجا لخطاب عنصري بغيض ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الصومالية والأفغانية واليمنية والأمريكية اللاتينية، هي اكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان في الكون، فبعد إبادة السكان الأصليين لأمريكا (الهنود الحمر)، وتصفية السكان السود في أبشع إبادة عنصرية عرفها تاريخ البشرية، هي اليوم أكثر دولة عنصرية وسفكا لدماء الأبرياء في العالم : ملايين المدنيين فقدوا أرواحهم تحت قنابلها ومدافعها في اليابان وفياتنام وافغانستان وفلسطين وإيران والعراق وسوريا، وهي صاحبة افظع قانون ينتهك أبسط الحريات “باتريوت أكت” الذي يسمح بإيقاف واعتقال وسجن الناس بالشبهة او الوشاية فقط ودون محاكمات، وهي التي تدير، منذ عشريتين ونصف من الزمن ، محتشد غوانتنامو الذي يقبع داخله مئات المعتقلين دون محاكمة، ومارست أبشع انواع التعذيب في سجن أبو غريب، وأحرقت الأحياء في محتشد العامرية بالعراق، وهي صاحبة الرقم القياسي في إعدام المساجين، وهي ايضا التي تحمي وتمول وتدعم ديبلوماسيا وماليا وعسكريا البؤرة الأكبر في الإستهزاء بحقوق الإنسان والقوانين الدولية، اي الكيان الصهيوني، وتشاركه جريمة الإبادة الجماعية في الأرض المحتلة. كيف لبلد بهذا الحجم الرهيب من الإعتداء على الإنسان ان يرفع شعار نشر حقوق الإنسان وصيانتها ؟ إنه التبشير بمعانيه ودلالاته وغاياته الصليبية الدموية الرهيبة، والذي يتواصل اليوم تحت مسمى ” حقوق الإنسان “.

مواضيع ذات صلة