بورقيبة والزمن الجميل والبُطون الخاوية
في عهد بورقيبة تَشهد العائلات الميسورة وهي تقدم ” هدية” للعمدة او ما كان يُعرف بشيخ التراب فيمكنها من شهادة فقر يقدمها الولي إلى مدير المدرسة ما يمكن منظوره أي التلميذ من الغوص في ما تجود به ” الكنتينا ” من حليب مجفف وخبز ومعجون وسردين وجُبن ولحم أحيانا وكرشة وما إلى ذلك من الأغذية التي تملأ بطون التلاميذ الخاوية ، فيا له من زمن جميل بورقيبي .
إن من يتغنى بما تحقق في عهد بورقيبة من رقي في قطاع التعليم أقول له : عدّل كلامك لأن ذلك التقدم في التعليم بدرجاته الثلاث الإبتدائي والثانوي والعالي قد حصل بفضل وزير التربية آنذاك الأديب محمود المسعدي لا بورقيبة .
وفي ما يخص الرقي الإقتصادي والمالي في فترة حكمه فيرجع الفضل فيه إلى العبقريين الهادي نويرة ومنصور معلى وغيرهما من ذوي الخبرة كلٌّ في ميدانه .
ذكرتُ في مقال سابق وسأعيد فالذكرى تنفع المؤمنين ان بورقيبة زرع في مدينة صفاقس أخطر أنواع التلوث وأفقدها شواطئها الجميلة ومكَّن سكانها من داء السرطان ، ولو كان رَيع المنشأتين السياب و ن/ ب/ ك N P K وُزع توزيعا عادلا على كل الولايات لهان الأمر ولكنه ذهب أي المحصول إلى ثلاث ولايات فقط ، فكان لها أي الولايات الثلاث زمنا أجمل من الجميل ،أما الولايات المتبقية وعلى رأسها ولاية صفاقس فجمال زمانها ارسله إليهم بورقيبة عبر ” الكنتينات ” التي تملأ البطون الخاوية وتذر الرّماد في عيونهم مما جعلها لا تبصر إلا ما تلتهم أفواههم من طعام ” بوبلاش” .
أهذا هو الجمال الذي كان يصبو إليه التونسي ، املأ بطنه بطعام أغلبه مُصبر فاتت صلوحيته ، علمناعلمنا الطمع والجشع منذ صغرنا فَنَمَوَا مع نمو اجسامنا وأصبحنا من كبار الفاسدين ، لصوص محترفين لا نعرف شفقة ولا رحمة ، تلك هي ثمار الزمن البورقيبي الجميل !آه لو عشنا ” نأكل لنعيش” لا ” نعيش لنأكل ” كما عُلّمنا !
مَحمد التركي صفاقس / تونس