صفاقس : تراخي البلديات ساهم في حرائق الفضلات

لم نعد نحاسب البلديات على غياب حملات النظافة و التشجير و تبليط الأرصفة و تعبيد الطرقات و الإنارة و صيانة الملاعب و الحدائق العمومية و تكثيف المساحات الخضراء و العناية بالمقابر و إكرام الموتى و المقاومة الجادة و المستمرة لآفة الوشواشة فهذا أصبح بذخا في الوقت الحالي الذي تحتل فيه صفاقس المرتبة الثانية بعد القصرين في انتشار العقارب و الأفاعي بل إن الخنازير زحفت علينا في قلب المدينة و كذلك الكلاب السائبة التي لم يسلم من عضها و مرضها و فتكها لا دجاج و لا بشر و لا شجر.. أصبح همنا الأساسي و أكثر ما نطالب به البلديات الموقرة و خاصة بعد أن أصبحت قارّة لا مؤقّتة الانتظام في رفع الفضلات.. المشكلة ليست فقط في أيام الإضرابات و لكنها مستمرة و قد تكون لتراخي الأعوان الذين لا يدخلون إلى بعض الأنهج في الزنق إلا حين يحلو لهم ذلك و قد يغضبون منا أسبوعين أو ثلاثة و يكتفون بالمرور من الأنهج الرئيسية و الرئيسية جدا و قد يكون لنقص في المعدات بسبب امتلاء الشاحنات رغم أن هذا السبب الثاني نادر الحصول بعد تجديد الأسطول نسبيا.. و رغم أنهم وضعوا بعض الحاويات الكبرى إلا أن هذه التجربة لم تعمّم في كل الأحياء و الأنهج رغم الكثافة السكانية العالية.. لهذه الأسباب و لغيرها تظل الفضلات منتشرة أياما أو أسابيع و قد يضطر المواطن إلى حرقها عشوائيا في حل يائس يزيد الوضع البيئي سوءا لأن الأوساخ لا تتحلّل كليا و يبقى مكان حرقها علامة مقرفة في كل تجمع سكني بل يجلب الكلاب و الحشرات و الزواحف و يصدر روائح كريهة و يلوث المحيط عند الحرق و بعده بينما كان يمكن استغلاله لغرس شجرة مثلا و أخطر ما في الموضوع إمكانية عدم السيطرة على حريق الفضلات أو تركه دون العلم أن تحت الرماد اللهيب فيشتعل من جديد في غفلة من الناس فتحصل كوارث لا تحمد عقباها في تجمعات سكنية.. ربما لم نصل إلى الكوارث بأتم معنى الكلمة و لكن حادثة قرمدة بالأمس قد تكون إنذارا أخيرا قبل حصول ما لا يحمد عقباه و كل ذلك لا يتم إلا بأمر بسيط نرجو أن تكرس فيه البلديات كل جهدها وهو الانتظام في رفع الفضلات و القيام بحملات تفقد ومراقبة للأعوان الذين قد يتراخون في القيام بواجباتهم خاصة في الأنهج الفرعية وهو ما تكرر مرات عديدة ووضع مزيد من الحاويات الكبيرة و الشاحنات ذات الحمولة القصوى

سامي النيفر