تلفزات لخدمة المواطن أم تلفزات بوتيك وتسوّق؟

تلفزات لخدمة المواطن أم تلفزات بوتيك وتسوّق؟

6 جويلية، 18:30

و نحن نتنقل بين مختلف القنوات التونسية على غرار حنبعل و تونسنا و تلفزة تي في و قرطاج + و التاسعة و M Tunisia و الزيتونة و حتى الوطنية في بعض الأحيان تطالعنا فقرات قارّة مطوّلة للبيع و الشراء و التسوق بعنوان Télé achat أو تلفزة boutique.. و السؤال المطروح هنا : أتمّ بعث هذه القنوات و غيرها لخدمة المواطن أم لإغرائه و تقديم سوق و دلّال فيها ؟ الأمر ليس مجرد إشهار بل هي برامج دائمة تأخذ حيّزا زمنيا طويلا من البث على حساب خدمات أخرى كالإخبار و التثقيف و الترفيه… إذا كانت هذه القنوات التي منحها رئيس الحكومة مساعدات أو تمويلات و معهم قناة أموال الشعب الوطنية تريد تقديم هذه النوعية من البرامج فهناك قنوات خاصة للتسوق و يمكن أن يصبحوا منها أما أن يروّجوا لأنفسهم على أنهم قنوات جامعة توفر كل الخدمات فقد أخطؤوا في حق المشاهد و خالفوا ميثاق القنوات الجامعة و التي لا يجد التونسي فيها ما يشاهده أو يجبر على نوعية معينة من البرامج.. علما أن بعض المواد المعروضة  لا تهم التوانسة بشكل مباشر إذا تحدثنا عن مساحيق و مواد تجميل و أواني طبخ و حقائب سفر… و هذه القنوات تذكر ثمن البضاعة الباهض مفتخرة فتعلن أنها ب69 دينارا فقط ناهيك عن البضائع الأخرى الأعلى سعرا و البالغة قيمتها مئات الدنانير و يقدمونها على أنها فرصة العمر لمشتريها.. هذا دون الحديث عن إمكانية عروض وهمية أو خدع أو مغالطات يكتشفها الشاري لاحقا على مستوى جودة البضاعة أو ثمنها. فمن يراقب ما تقدمه هذه القنوات في مخالفة صريحة لمواثيقها و توجهاتها الخدماتية الجامعة ؟

سامي النيفر  

مواضيع ذات صلة