حدث من فلسطين: مجزرة المواصي دفنوا أحياء تحت الرمال…لبنى حمودة
مجزرة المواصي في خان يونس هي من بين أبشع المجازر منذ بداية الحرب في غزة, كانوا نياما فجر الثلاثاء 10 سبتمبر ربما كانوا يحلمون ببشائر هدنة تريحهم من عناء وجحيم النزوح, ربما كانوا يحلمون بماضيهم الجميل قبل الحرب, ربما كانوا يحلمون بأحبابهم الذين فقدوهم خلال الحرب, ربما كانوا يحلمون بغد أفضل بعد الحرب, وربما أطفالهم كانوا يحلمون بطعام لذيذ وهندام نظيف وألعاب وعودة مدرسية, لكن آلة الدمار الوحشية أبت أن تتركهم حتى يكملوا أحلامهم وبينما كانوا نياما قصفتهم بثلاثة صواريخ من أقوى الأسلحة دمارا, لتدفنهم أحياء وليبدلوا دارا خيرا من دارهم, منهم من قضوا اختناقا ومنهم من قضوا حرقا وبعض الجثث تمزقت من شدة الانفجار.
مخيمات النزوح بمنطقة المواصي في خان يونس وعددها مائة, زعم المحتل أنها منطقة آمنة, فنزحوا إليها مكرهين لكن فجر الثلاثاء تم قصف حوالي 30 خيمة بثلاثة صواريخ وحسب موقع الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن الخيام قصفت بصواريخ أم كي 84 كما جاء في صحيفة ويل ستريت جورنال أن صورايخ أم كي 84 يزن الواحد منها حوالي2000 رطل عرفت باسم “المطرقة” لشدة قوتها دخلت الخدمة خلال حرب الفيتنام, قادرة على تشكيل حفرة بعرض 50 قدما (16 مترا) وعمق 36 قدما (11 مترا) حسب ارتفاع السقوط, يمكن لها أن تخترق 15 بوصة (38 سم) من المعدن أو 11 قدما (3.4 مترا) من الخرسانة, تتسبب في حطام مميت في دائرة قطرها 400 ياردة (365 مترا) تحتوي على رؤوس حربية, وتصنف على أنها قنبلة غبية كونها قنابل غير موجهة, هكذا نوع من الصواريخ التي صنعت لحصون خرسانية, للجبال والمباني الشاهقة, نراها تدك خياما صنعت من القماش والبلاستيك , وحولت في لحظات حوالي 30 خيمة بمن تضمهم من عائلات إلى مقبرة جماعية.
الصواريخ الثلاثة التي قصفت خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس تسببت في ردم حوالي 30 خيمة, يقول أحد كوادر الدفاع المدني أنهم عثروا على عائلة أحمد فوجو على حالتهم وهم نيام, الأب أحمد فوجو بجانبه زوجته, وبجانبهم أطفالهم الأربعة آدم ودعاء وندى ويوسف, قضوا خنقا تحت التراب, في لحظات تحولت 30 خيمة بما تضمه من عائلات إلى مقبرة جماعية, وفي عتمة الليل كان المشهد رهيبا أيادي تبحث بين الرمال عن جثث الضحايا في حفر وصل عمقها إلى حوالي 10 أمتار, منهم من مات اختناقا تحت الرمل, ومنهم من مات حرقا, وعديد الجثث تبخرت بسبب الصواريخ شديدة الانفجار,وقد أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد حوالي 65 مدنيا وأكثر 100 جريح.
وككل مجزرة برر الجيش الإسرائيلي قصف خيام النازحين بالمواصي بمعلومات استخباراتية عن وجود اجتماع قادة للمقاومة هناك, وقد نفت المقاومة ذلك أكثر من مرة, واعتبرت أن تلك المبررات ليس إلا ذريعة لمزيد من القتل وسفك الدماء, كما تحدث الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي عن “خطة الجنرالات” والتي اقتراحها قادة من الجيش الإسرائيلي على حكومة نتنياهو, وتهدف إلى تغيير التكتيك العسكري والعودة إلى مشروع التهجير إلى سيناء والأردن, وحسب الخبير العسكري فقد جاؤوا على ذكر الحفر التي تحدثها القنابل لإدخال الرعب في قلوب سكان شمال غزة, ودفعهم للهرب من الشمال إلى الجنوب ومن ثمة يقع تهجيرهم.
لم يتوقف القتل واستهداف المدنيين فإسرائيل تصل الليل بالنهار في جرائمها, مساء بمجزرة المواصي في خان يونس وصباحا قصف على مناطق متفرقة عائلة هنا, ونساء وأطفالا بالقرب من مقر للتطعيم ضد شلل الأطفال هناك, والقتل مستمر والصمت الدولي العربي مستمر.
لبنى حمودة