حديث الجمعة: حول ظاهرة حجز الأماكن في الصفوف الأولى في المساجد
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى اللهم وسلّم على سيدنا ونبينا وحبيبنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الفقهاء بتحريم حجز الأماكن في المساجد بالفُرُش، ولمن سبق إلى المكان، الحق في رفع السجاجيد لا الصلاة عليها، وهذا قول المالكية، وهناك من أجازه ولكنّ أدلتهم شديدة الضعف،واستثنى المالكية والشافعية حجز المكان للمفتي والمقرئ والواعظ؛ لأجل معرفة مكانه وقصد الناس إليه قال الدسوقي المالكي رحمه الله في حاشيته: ((وأما السبق بالفرش فهو تحجير لا يجوز)). فالمُبَكِّر إلى الصلاة أحق بالمكان من التأخُّر، فالسابق أحق من الحاجز، وهذا من العدل الذي جاءت به الشريعة، فالناس في بيوت الله سواء، فالحجز يترتَّب عليه غصب بقعة من المسجد ليست له، وغيره ممن سبقه أحقُّ بها، وقد جاء الوعيد في غصب البقاع.كما أنّ الشريعة أمرت بإتمام الصفوف، الأول فالأول، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ))؛ رواه النسائي (حديث رقم 818)، وأصله في مسلم (حديث رقم434) من حديث أنس رضي الله عنه، فمن وضع سجادة، فهو مانع لغيره من امتثال النصِّ الشرعي، وعمارة هذه البقعة بالصلاة.لذلك نوصي رواد الجوامع والمساجد بتجنّب هذا السلوك