حديثُ الجمعة : رجب شهر مبارك واصطفاه الله وفيه الإسراء والمعراج
فضل الله الأيام بعضها على بعض، والشهور بعضها على بعض، وبهذا التفضيل أقبل علينا شهر من الأشهر التي حرم الله فيها القتال، وهو شهر رجب وكانوا يعلمون قيمة هذا الشهر في الجاهلية قبل الإسلام، ويعظمونه، وقد قال تعالى عن الخلق والاختيار، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)، القصص:68 وهذا الاختيار يدل على كمال حكمته وعلمه وقدرته ومما اختار سبحانه الأشهر الحرم ومن هذه الأشهر شهر رجب الذي بين جمادى وشعبان، وهناك من المسلمين من يصوم أول يوم في رجب، وهناك من يقول لا نصوم، وهناك أقوال وأفعال يفعلها بعض المسلمين في رجب، اعتقادا منهم بأن النبي، صلى الله عليه وسلم فعلها، ولكن نبدأ بتعريف شهر رجب فهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله عز وجل فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) التوبة:36، وقال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: (خَصّ الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، وعلى هذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (فلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) في الاثني عشر شهرًا؛ أي كل الشهور، وليس الأربعة فقط.
حسني كمال