حرب غزة: مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ إتفاق وقف النار.

حرب غزة: مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ إتفاق وقف النار.

6 جويلية، 08:30


توقع مصدران فلسطينيان مقربان من “حماس”، في تصريح إعلاني، إطلاق جولة مفاوضات غير مباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في الدوحة لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر في غزة وفق المقترح الجديد المعدل.

وأوضح المصدران المطلعان على سير مفاوضات الهدنة أن الاتصالات مع الوسطاء “تتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وموعد لبدء المفاوضات وإعلان دخول الهدنة وتنفيذ الاتفاق”.

وأكد أن الوسطاء “يبذلون جهوداً لضمان وصول وفدي المفاوضات (حماس وإسرائيل) إلى الدوحة اليوم الأحد لبدء المفاوضات”.

تنفيذ بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل
وأشار أحد المصدرين، في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، إلى أنه “بناء على التفاهمات عبر الوسطاء، من المفترض أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة فور موافقة الطرفين على المقترح” وتوقع أن “تكون المفاوضات معقدة حول آليات تنفيذ بنود المقترح”.

وأوضح أن المقترح ينص على “تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث سيتم الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وعدد من الجثث على دفعتين في الأسبوعين الأول والخامس.

وذكر مصدر آخر أن حماس “تلقت تطمينات من الوسطاء والجانب الأميركي للأخذ بملاحظاتها والعمل على تحسين الشروط ليكون المقترح مقبولاً فلسطينياً”، لافتاً إلى أن الحركة قدمت ردها بـ”الموافقة على المقترح للبناء عليه”.

طلبات حماس
وكانت “حماس” أرفقت في ردها مجموعة من “الاستيضاحات”، هي عبارة عن مطالب، أبرزها “تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تسببت بقتل الجيش الإسرائيلي لمئات الفلسطينيين”.

وشددت الحركة على ضرورة أن تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة.

ومن بين مطالب حماس التي أرفقتها في ردها، بحسب المصدرين، “ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب.

وتضمنت مطالب الحركة كذلك التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية “بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات” ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى “وقف دائم وشامل” لإطلاق النار.

لجنة الإسناد المجتمعي في غزة
ورجح المصدران أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق يوم الإثنين، “ليكون نافذاً ببدء سريان هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، وبدء تبادل الأسرى والرهائن، “وفق آلية غياب الطيران الإسرائيلي بمختلف أنواعه، القتالي والاستطلاعي، لفترة يتم تحديدها خلال المفاوضات”، وإدخال المساعدات.

وقدمت حماس ضمانات للوسطاء بـ”وقف كافة الأعمال القتالية وتنفيذ الاتفاق بدقة طالما التزمت به إسرائيل”، وأنها ستسلم مهامها إلى “لجنة الإسناد المجتمعي” لإدارة قطاع غزة، وستعمل على إنجاحها في “خدمة شعبنا وعودة الحياة وتقديم الخدمات وضبط الأمن”.

وكانت حماس أعلنت، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أنها “جاهزة للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار (المقترح)”، وأبدت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، خاصة حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، “الحرص على تنفيذ الاتفاق”.

جدل في إسرائيل عن تفاصيل تنفيذ الاتفاق
في إسرائيل، جاءت موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار لتثير جدلاً بشأن عدد من التساؤلات المتعلقة بالتنفيذ، مثل: من سيحدد قائمة المحتجزين الإسرائيليين العشرة والجثامين الثمانية عشر الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار الاتفاق؟

وهناك تساؤلات كذلك بشأن من هم الأسرى الفلسطينيون الصادر ضدهم أحكاماً إسرائيلية بالسجن المؤبد وسيُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية؟ وهل ستواصل مؤسسة غزة المدعومة من أميركا وإسرائيل تقديم المساعدات في غزة؟ وإلى أي خطوط سينسحب الجيش الإسرائيلي؟ وماذا عن إنهاء الحرب؟

مشكلة تحديد أسماء الأسرى والمحتجزين
بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، على عكس المرة السابقة، حين كانت قائمة المفرج عنهم من المحتجزين الإسرائيليين معروفة واستندت إلى قائمة قدمتها إسرائيل قبل عدة أشهر، ليس من الواضح هذه المرة من سيكون العشرة الأحياء الذين ستطلق حماس سراحهم؟ ومن هم الثمانية عشر جثمانًا الذين سيتم تسليمهم؟

وتسري التساؤلات نفسها على صعيد الأسرى الفلسطينيين، فتنص مسودة الاتفاق على أنه مقابل الإفراج عن عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، ستفرج إسرائيل عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. ورغم أن العدد لم يُذكر، إلا أن المؤشرات معروفة نسبياً والتقدير هو الإفراج عن ألف أسير، من ضمنهم نحو 100 من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.

وتتوقع الصحيفة الإسرائيلية أن تطالب حماس بالإفراج عن “رموز”، وأن تعارض إسرائيل ذلك، ما يمثل لغماً آخر على طريق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

مساعدات غزة
وورد في الاتفاق أن “المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة ستُوزع عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر”.

ولم يشر النص صراحة إلى توزيع المساعدات من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولا يات المتحدة، فيما تطالب حماس بأن تكون آلية المساعدات وفق تفاهمات وقف إطلاق النار السابق، وأن تخرج الشركة الأمريكية من القطاع الفلسطيني.

وتذهب “يديعوت أحرونوت” إلى أن إسرائيل لن توافق على إخراج المؤسسة الأميركية من القطاع، وتتوقع أن ترفض كذلك الولايات المتحدة التي أعلنت للتو عن تحويل 30 مليون دولار للمؤسسة.

انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة
وفقاً لمسودة الاتفاق، مع بدء وقف إطلاق النار سيتم إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع وفي محور نتساريم، وبعد أسبوع – في جنوب القطاع.

وتطالب حماس بانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي حُددت في اتفاق وقف إطلاق النار السابق، بينما في الاتفاق الجديد كُتب أن إعادة الانتشار ستكون وفق “خرائط يتم الاتفاق عليها”، مما يعني أن التفاصيل لم تُحسم بعد، وسط توقعات بجدال حول مدى الانسحاب والخطوط الجديدة.

بحسب المصادر الإسرائيلية، توافق إسرائيل على الانسحاب حتى “محور موراج”، وهو الممر الموجود في جنوب قطاع غزة والمسمى أيضاً “فيلادلفيا 2″، لكنها تُصر على الحفاظ على محيط أمني بعمق لا يقل عن 1.2 كم داخل القطاع، أي 250 متراً أكثر من المحيط الأصلي.

مواضيع ذات صلة