لماذا تفرض الدولة على موظفيها ومواطنيها الإنخراط في منظومة الكنامْ قسرا؟
يعلم الجميع أن الأطباء والصيادلة لهم حرية الإختيار في الإنخراط في منظومة الصندوق الوطني للتأمين على المرض بخلاف المواطن الذي يجد نفسه مجبرا على الإنخراط حبّ أم كره، والإقتطاع من راتبه اجباري رغم رداءة الخدمات المسداة ومعاناته المستمرة مع هذا الصندوق.
فقد أصبحنا نشعر في تعاملنا مع هذا الصندوق بأن حريتنا وكرامتنا تسلب منا أمام أعيننا وكأننا نعيش في فترة استعمار، وإن كنت من المحظوظين ولك شخص تعرفه من ضمن العاملين بالصندوق، فإنك تعتبر من المقربين وتتحصل على الخدمة المطلوبة في وقت قياسي، وفي صورة العكس، فإنك من المنكوبين وستعاني الويلات، وعليك بالصبر والدعاء حتى تخرج بأخف الأضرار وتفلح في قضاء البعض من شؤونك.
أما أعوان الصندوق، فإن المنح والإمتيازات التي يتمتعون بها يعرفها القاصي والداني ونراهم دوما يقضون صيفهم في أحسن النزل على مرأى ومسمع كل من يرتاد فروع الصندوق رغم إفلاسه.
ما هذا الذي يحدث في بلادنا ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
الحل واضح ولا بديل عنه حتى يحفظ المواطن كرامته وهو حرية اختيار الإنخراط مثل الطبيب والصيدلي.
فالطبيب يفعل ما يحلو له مع الصندوق ويفرض على المريض التعريفة التي يريدها رغم عدم اعتراف الصندوق بها. وفي هذا السياق، أصبح الأطباء اليوم يسلّمون الوصفات الطبية للمرضى بعد فسخ الرمز التعاقدي مع الكنام، ما تسبب في الإلغاء اللآلي لمنظومة التكفل بالعلاج والدواء للأمراض المزمنة، وهو ما يعني ضرورة الدفع على كاهل المريض واتباع طريقة استرجاع المصاريف !!! ، ومن كان غير قادر على توفير المال المطلوب، ستصبح حياته مهددة وهو وضع خطير جدا…
فإلى متى ستتواصل هذه المعاناة وتنتهي القيود ليتحرر المواطن من هذا البلاء؟
محمود