حمادي العقربي ساحر الجماهير بقلم د. ناصر بن عرب

حمادي العقربي ساحر الجماهير بقلم د. ناصر بن عرب

24 أوت، 10:00

شاهدنا يوم السبت22 أوت 2020 حفل تأبين بطل من أبطال تونس حمادي العقربي رحمه الله حضره آلاف الجماهير. كان حمادي العقربي بطلا لأنه حقق عملا جبارا في فن كرة القدم فرفع من شأن شعبه وقومه وكان هذا نتيجة حبه للرياضة والالتزام بممارسة التمارين التي تتجاوز الحدود المعتادة. قليل نادر أن يشمل إعجاب آلاف الجماهير لاعبا مثل ما حصل لفاتن الجماهير حمادي العقربي فأتى لتعازي أهله وذويه سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد وحضر رئيس الحكومة السيد إلياس الفخفاخ وعدد من أعضاء الحكومة والسيد أنيس الوسلاتي والي صفاقس في حفل تأبين مآثر ومناقب ساحر الأجيال. فتم ذكر عفة أخلاقه العالية وبلاغة صمته وابتسامته الدائمة ومهارة لعبه ووفائه لزملائه وأصدقائه وبلاده وأمته وفوزه في المقابلات الجهوية والوطنية والدولية. وتأكد في هذا الذكر أن حمادي العقربي كان رمزا من رموز النجاح في مهارة لعب الكرة ونجم ساطع ضاعف حب الشباب لكرة القدم.

سطع نجم حمادي العقربي لأنه كان يلعب بأسلوب عفوي وأصيل ورشيق يناسب أخلاقه. وبشهادة من زملائه كان يكسب الروح الرياضية حيث كان يتمكن من ضبط الأعصاب من أجل التركيز على ممارسة اللعب دون الكلام البذيء وكانت له علاقة جيدة مع كل أفراد فريقه. لقد أضاء حمادي العقربي لعب كرة القدم بقدرته على التحمل وليونة جسده وسرعة جريه وكان لاعب خط الوسط أبدع في الوصل بين الدفاع والهجوم يقوم بحيز الكرة بامتياز والسيطرة عليها وتمريرها. كان يحسن تسديد الكرة بقدمه الضعيفة بقوة وبدقة ويسجل الأهداف بسحر عجيب. وفي المراوغة كان يتحرك بالكرة بكل سرعة عبر ملعب المباراة متجاوزا لاعبي الفريق المنافس لتمريرها لرفاقه.

وإذا حصل أن شعبنا قادر على إبراز أبطالا فلنتحدث على الرياضة في تونس. في الدول الغربية يولد البطل في البيت ويُكتشف في المدرسة وتنمو موهبته في النادي ويدعم من الدولة. ولكي يصبح البطل متميزا ومتفوقا في المجال الرياضي والفائز الأول في البلدان المتقدمة تنفق الدولة عليه 5, 2 مليون دولار. أما في بلادنا فضلنا على الرياضة العلوم والفنون وحصص الرياضة شبه ملغاة في المدرسة. فلا بد من أن نواكب ركب الدول المتقدمة ونسعى إلى صناعة أبطال حقيقيين ونرسم آلية تنسيق بين الأسرة والمدرسة والنادي ومؤسسات الدولة لكي يجتمع الجميع في خطة صناعة بطل ألومبي.

تمر تونس بفترة صعبة فأخرجتها أسطورة حمادي العقربي من اليأس ولو بصفة وجيزة. فالفوز والارتقاء والامتياز طريق يخلصنا من الشدة. فلنكن شعبا يتميز بالجد والاجتهاد والالتزام والمثابرة لصناعة الأبطال في الرياضة وفي كل مجال. وأملنا أن نكتشف عن قريب أبطالا آخرين في مستوى المرحوم حمادي العقربي تمنحنا الرخاء والازدهار والتقدم. 

مواضيع ذات صلة